القائمة الرئيسية

الصفحات

 بحر كأنه زيت

أشرف العبد


بحر كأنه زيت - أشرف العبد - بيت النص


هادئا أبدو كالبحر أحيانا عندما يكون البحر "زيتا" كما يقول الصيادون وراكبو الأمواج أتقنع بابتسامة أحاول قدر الطاقة أن تبدو طبيعية لكى يطمئن أحبائى أننى بخير وأننى صامد أمام ما يعترينى ودائما عندى أمل كما تعودوا يكون البحر زيتا باردا بينما تنصهر رأسى بأفكار تشبه الزيت المغلى تطيح رأسى بين الكوابيس وتبكينى مشاهد الخراب والموت أفكر فى اعتزال العالم لأقضى ما تبقى من الوقت فى قراءة الذى لم أقرأه من كتبى وفى كتابة ما اختزنت من كتابة (صرفت نسبة معتبرة من رزقى لشراء ورق تراكم تحته التراب ولا وقت، إلا قليلا لتنفيذ مشاريع القراءة المؤجلة) أفكر أننى تألمت كثيرا من هذا العالم فلأصنع لنفسى قوقعة أحتمى فيها وليس أفضل من بيت المرء ليعتزل الناس ويتفرغ لقراءة نفسه ومراجعة الأحداث ومواقع الخطأ ولحظات الخطيئة والقرارات التى اتخذت فى غير أوانها والجهد الذى بذل لإثبات اللاشئ فالعالم كما هو يسير نحو نهايته ونحن غرقى نتمسك بحطام ثقيلة مشبعة بالماء لن تعين حتى نفسها فى النجاة من الغرق المحتوم وأحيانا أفكر أن ذلك ليس إرادة الله فالله يحب الذين يعملون والذين يقاتلون من أجل الحياة لآخر نفس هكذا فهمت روحى إشارات غامضة تأتينى كالومضة فأقرر أن أستأنف الصراع بعد هدنة محارب قصيرة وبعد صلاة طويلة طويلة

قد يعجبك ايضا

تعليقات