على خريطة سايكس بيكو- شذرات
أسامة إسبر
-١-
كأنك تعيش في كوكبٍ يتوضّع في الفضاء وتحتاجُ إلى مركبةٍ فضائية للوصول إليك.
-٢-
أنت لست موجوداً في الأمة
أنت لست موجوداً في الأغلبية
أنت لست موجوداً في بيتك
أنت لست موجوداً في المقهى
أنت لست موجوداً في المسرح
أنت لست موجوداً في صحيفة الصباح
أنت لست موجوداً في نشرة الأخبار
أنت لست موجوداً في الشارع
أنت لست موجوداً في المؤسسة
أنت لست موجوداً في الخطاب
أنت لست موجوداً في السرد
أنت لن تذهب إلى الجنة
أنت لن تُنْشر كي تذهب إلى النار.
-٣-
الرصاص الذي نسمعه كل يوم يوسّع الثقوب في الهوية.
-٤-
من توحّش إلى آخر،
ومن إقصاء إلى آخر.
تعود المدن إلى أهلها ويبدأ أهلها بطرد أهلها.
-٥-
(بيوت لنا)
بيوت تشبهُ الأطلال والخرائب:
ما لم يُسْرق تم تخريبه.
اعتُدي على الـذكريات ومُزقت صور الطفولة والشباب.
قيل: تعرضت المدينة لغزوٍ وجاء الفاتحون من أحيائها.
-٦-
على خريطة سايكس بيكو:
لا نسمع إلا صوت الرصاص
وتكبيرات تبتهج بالقتل.
على خريطة سايكس بيكو
لا نرى الوجوه
لا نفهم اللغة.
في فضاء خريطة سايكس بيكو
تخترق الطائرات جدار الصمت.
تتناسل خريطة سايكس بيكو
في خرائط جديدة تتمزق هي بدورها
وعلى وشك أن تعصف بها الريح خارج المشهد.
-٧-
في بلدتي وقف شيخ على منبر مسجدٍ ووجّه رسالة:
من الآن فصاعداً أنتم موتى
من الآن فصاعداً لا توجد لغة بيننا وبينكم
من الآن فصاعداً ستحلق الطائرات فوق رؤوسكم وترمي حجارة من سجيل
من الآن فصاعداً ستكون لغة التفاهم معكم هي الرصاص وقذائف المدافع وأنصال السكاكين.
في بلدتي كتب شاعر قصيدة، قال فيها:
من الآن فصاعداً سأفكر بصباحٍ لي ولك
نجعل فيه البحر الأبيض المتوسط أفقاً للمدينة.
من الآن فصاعداً
سأنشغل بإحصاء الورود التي تتفتح
والأجنحة التي تحلق
وأنقب عنكَ فيكَ كي أعثر عليّ وعليك.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق