بأيدٍ ممدودة في الهواء
جويس منصور
ترجمة: بشير السباعي
وزنوا الرجل الأشيب كالجير
وزنوا الثمار الناضجة لأحشائك
على ميزان الكنائس غير الدقيق
ووجدوا أن ثقل روحي
يساوي ثقل طائر بطريق
دون أجنحته .
بأيد ممدودة في الهواء نلتمس
بأيد ممدودة في الهواء ننتظر
رحمتك .
ماء خطايانا الفائر
يتمتم حول معابدك المرتجة
ويغرق صلواتنا التي تسقط في أفواهنا
متسلسلة بأيد مفتوحة نسأل
بأيد مفتوحة نلعن
والليل الذي بلا حراك يكف عن التنفس
لكي يسمع صدى رد
لم يتم صوغه بعد.
المطر الذي يهطل مرة في العام
يغسل بدموعه المواسية
قلوب الموتى الذين يحرسون تحت الرمال المتأرجحة
الضباع والنجوم والأحياء الذين بلا مأوى،
يدفئون رفاتهم بأكفانهم المختزلة
ويناضلون بشراسة ضد الديدان وآبائهم .
المطر الذي يهطل صدفة مرة في العام
على الصحراء الكئيبة
يفتح الأزهار على وجهها السوداوي،
الأزهار عديمة اللون التي تموت بسرعة
لأن الشمس معجبة بالصحراء صديقتها
وتريدها جرداء نهمة وعارية
كل ليلة .
رميت عيني إلى البحر
انتزعت أحلامي من يدي
مزقت سرتي المائلة إلى الزرقة
وفي طحالب شعري المتموج الخضراء
أغرقت الجنين .
الفحم يخرج من أفواه حديدية
النساء يغنين ورؤوسهن في الهواء
ينظرن بعيدا إلى سماء الجحيم الزرقاء
بين المداخن السوداء لمدينة بلا صلاة.
يضغطن بين أفخاذهن على ابر الحياة البطيئة
بينما رجالهن، وأفواههن ملتصقة ببلاط التعاسة
المنتصب
ينفجرن .
وجهي يتألق في المرآة الفاترة
دموعي تتفتح وتتأرجح
الصمت الذي يتضرع في غرفتي المشمولة بالحنان
يموت وعضوك يندلع .
فرح خوفي المخبوء في يدي
بعيد سلامي الفوار الصباحي
ضحكتك تزهر في ظل فراشي
والماء يصعد في آبار الليل المرصعة بالنجوم .
لم أعد أريد وجهك ، وجه الحكيم
الذي يبتسم لي عبر غلالات الطفولة الفارغة.
لم أعد أريد أيدي الموت القاسية
التي تجرني من قدمي إلى ضبابات الفضاء
لم أعد أريد العيون الرخوة التي تضمني
والأواني التي تبصق مني الأشباح البارد
في أذني .
لم أعد أريد سماع أصوات الأكاذيب الهامسة
لم أعد أريد التجديف كل ليالي البدر.
خذني رهينة . شمعة، شرابا،
لم أعد أريد تزييف حقيقتك
ليكن لك ما شئت .
.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق