القائمة الرئيسية

الصفحات

 تعويذة حزينة

أحمد راسم

ترجمة: محسن البلاسي


تعويذة حزينة - أحمد راسم - بيت النص


أعرف صبية ذات عينين سوداوين ويدين ناعمتين، صغيرتين للغاية، صغيرتين للغاية .

أعرف صبياً يحب الصبية ذات العينين السوداوين الواسعتين واليدين الناعمتين، الصغيرتين للغاية، الصغيرتين للغاية .

ذات يوم، قدم سيد عجوز من عائلة نبيلة الأصول لكي يكدر السعادة الرقيقة للصبي الجذاب الذي يحب الصبية ذات العينين السوداوين الواسعتين واليدين الناعمتين، الصغيرتين للغاية، الصغيرتين للغاية .

ومع ذلك حلم الصبي، ذات ليلة، بأن ملاكاً جميلاً وصافياً أخذ روح السيد العجوز الذي قدم لكي يكدر السعادة الرقيقة للصبي الجذاب الذي يحب الصبية ذات العينين السوداوين الواسعتين واليدين الناعمتين، الصغيرتين للغاية، الصغيرتين للغاية .

واعتقد الصبي البائس أن العجوز مات، وأنه سيحصل من فوره على السعادة التي يستحقها: الصبية ذات العينين السوداوين الواسعتين التي تمتلك رابيتين ولها يدان ناعمتان، صغيرتان للغاية، صغيرتان للغاية .

بيد أن الحلم لم يكن سوى حلم وبكى الصبي كثيراً حالماً بالمحبوبة التي تمتلك عجوزاً ويدين ناعمتين، صغيرتين للغاية، صغيرتين للغاية . . .

حتى توفي ذات يوم .

حينما دندنت بهذه التعويذة إلى نيسان، قالت: لا أحب الكهول . أفضل الخبز، الملح وأنت، في بيت ريفي، عن كافة الأطعمة اللذيذة مع آخر .

وطبعت نيسان قبلة على عيني .

ثم قالت ثانية:

ولا أحب هذه القصور الكبيرة الفاخرة

وكانت نيسان تتكلم حقاً!

لكن

إذا رضت نيسان، ذات يوم، بأن تسكن قصراً كبيراً مع آخر،

فهذا لن يكون خطؤها . . .

نحن عاجزان عن إيجاد،

خلال هذا الوقت من الحياة الغالية،

الخبز، الملح

والبيت الريفي . . .

إذ إن الحلم ليس سوى حلم . . . ثم إنه القدر!

إذا عانى أحمد في بعض الأيام وهو يحلم بنيسان،

فهذا لأنه لم يزل يرتدي، مع مفاتيحه، خاتماً نقش عليه تاريخاً أثيراً .

على طاولته، ساعة توسم الساعات . . .

غير أنك تجهل جوهر حكايتهما،

لماذا تبكي وأنت تقرأ هذه التعويذة؟

قال أحمد أيضاً . . .

ليدك الناعمة البيضاء روح الدعاء . . .

هذه اليد الرقيقة الخفيفة،

أي أغنية محتشمة صغتها؟


قد يعجبك ايضا

تعليقات