السيِّد غالب
ناظم حكمت
ترجمة: حيدر الكعبي
رجل يقف على الدرجات
يفكر في شيءٍ ما
نحيف
خائف
أنفه طويل، مدبَّب
خدَّاه مجدوران
الرجل الواقف على الدرجات
السيّد غالب
معروف بأفكاره الغريبة
"لو استطعتُ أن آكلَ البسكويت كلَّ يوم"
فكَّر وهو في الخامسة
"لو استطعتُ أن أذهب إلى المدرسة"
فكر وهو في العاشرة
"لو استطعتُ أن أغادر دكان أبي
دكان السكاكين، قبل صلاة المغرب"
فكر وهو في الحاديةَ عشرة
"لو استطعت أن أحصل على حذاء أصفر
لكي تنظر الفتيات إليَّ"
فكر وهو في الخامسةَ عشرة
"لماذا أَغلَقَ أبي دكانه، دكان السكاكين؟
المعمل لا يشبه دكان أبي"
فكر وهو في السادسة عشرة
"هل سيرفعون أجوري؟"
فكر وهو في العشرين
"أبي مات في الخمسين
هل سأموت مبكراً أنا أيضاً؟"
فكر وهو في الحادية والعشرين
"ماذا لو فصلوني من العمل؟"
فكر وهو في الثانية والعشرين
"ماذا لو فصلوني من العمل؟"
فكر وهو في الثالثة والعشرين
"ماذا لو فصلوني من العمل؟"
فكر وهو في الرابعة والعشرين
وكان يفقد العمل بين الحين والحين
ففكَّر "ماذا لو فصلوني من العمل؟"
حتى بلغ الخمسين
وفي الحادية والخمسين فكر هكذا
"أنا عجوز— لقد عشتُ سنةً أكثر من أبي"
والآن، في الثانية والخمسين
عاطل عن العمل
يقف على الدرجات
غارقاً في أفكاره الغريبة
"متى سأموت؟
هل سأجد فراشاً أموت فيه؟"
أنفه طويل، مدبَّب
خدَّاه مجدوران.
تعليقات
إرسال تعليق