زهرة داليا حمراء
إيفان
جول
(1891ــــــ 1950)
ترجمة / عبد الوهاب
الشيخ
(1)
لا يمكن الإمساك بك
مثل جدول ماء
ينساب بين أعواد النعناع:
كثيراً ما ترتعشين
تحت صورتي
عندما أنحني فوقك
وعندما تتطلعين نحوي
تبزغ النجوم
تنتمين لي
مثلما تنتمي العين للوجه
وبواحدة من أغنياتي
على شفاهك
ستنهضين للقاء الموت...
لكنك تفلتين مني ، تفلتين
كنغمة تتصاعد من ماندوليني
لا يمكن الإمساك بك
مثل القبّرة ـ مثل السلمون المُرَقَّط
آهِ ياحلم غرام!
آهٍ ياغرام حلم!
(2)
أورفيوس سحر الفهد المُزَمْجِر
حيواناتِ الخلد المخمليّة
النعامةَ الحييّة
الحيتان ذاتَ الطوابق الأربع
طيور أبومنجل الخجولة
العظايا الساذَجَة:
أما أنتِ الأشدَّ خطورة من الجميع
فبأي غناء
يمكنه أن يُخْضِعَكِ؟
(3)
أتطلع إلى رأسك
زهرة داليا حمراء
تتمايل فوق عمودك الفقري
أقبّل كل ثنيَّةٍ فيكِ
أُحصي كل شعراتك
وأعرف النظام النجمي للنمش
على جلدك
ومع هذا فما أضأل معرفتي بك!
ماذا أعرف عن العواصف الحارة
التي تثور عميقاً في شعاب دمك؟
ماذا عن بهجتك السماوية
حين تَسكُنك الملائكة ؟
عن جرائم القتل التي تقع
في أحلامك الليلية ؟
هل أعرفُ كم هيكلاً عظمياً
لعشّاقك المهجورين
يزداد شحوباً في قاع قلبك؟
(4)
عشرةَ
آلاف شروق ، يا ملاكي ، عشرة آلاف شروق
عشرةَ آلاف مرة فتحت عينُ الشمس
أجفاننا
عشرة آلاف شروق
لأجل هذه الليلة الوحيدة لحُبِّنا
لأجل رأسِك المنحوتة بين ذراعيّ
حديقةِ شعرك المتنامية
متألّقةً بعشرة آلاف زهرة
آهٍ أيَّ لألاء!
وأيّ عشرة آلاف صوتٍ تبثُّها الأمواج!
كم عدد الأقمار التي مرت
ذائبةً أحياناً وأحياناً حزينة
لتُغطّينا بنشوة الثلوج
والعجائز أعارونا عيونهم
والأطفال التهموا قلوبَنا
في أحلام الحب العشرةِ آلاف
عشرةُ آلاف شروق ، ياملاكي ، عشرة آلاف شروق
عشرةُ آلاف بيضةٍ مليئةٍ بالطيور والأغاني
عشرة آلاف مُحٍّ شمسي
تقارن اليومَ الموتَ الفردي
بملايين النجوم الساطعة
تعليقات
إرسال تعليق