قصص قصيرة جدا
فراج فتح الله
وطن
قال: لا تبتئس.. لا تبتئس..
حرك مجموعة المفاتيح بين أصابع يديه.. قال:
يمكن أن تأخذ فاتحا للشهية.. يمكن أن تأخذ مضادا للأكتئاب .. ومضادا للصرع .. أو حتي لانفصام الشخصية.. ويمكن ويمكن.. فلا تبتئس.. لا تبتئس.
يمكن تربح قصرا فجأه.. تربح زوجة.. يمكن أن تبدل قلبك.. تبدل دمك.. تبدل عنقك.. تبدل عقلك.. يمكن ويمكن.
وبعد أن عدد و أحصي مليون يمكن.. قلت:
والوطن... الوطن.
أنا
كنت أخفى الأشياء الثمينة في أماكن سرية ،وأعود إليها بعد فترة بشيء من الشوق وكثير من الترقب، النقود، اللعب، الكتب، ذكريات مكتوبة، حكايات جدتي، قصيدة شعر، قصة، صور شخصية، شهادات دراسية، شهادة الميلاد، جوائزي، صور حبيبتي، كأنها تأريخ حقيقي لي ..
أضعها داخل كيس بلاستك، وأحكم الغلق، وأخفي كل منها علي حدة، علي بعد تسع خطوات من شجرة "الجكراندا " الوحيدة بالشارع، أسفل شباك البيت جهة اليمين، بجوار عمود النور القريب أمام كشك الحلوي... هكذا..
ولأن هذه الأشياء مهمة لي،كتبت الأماكن في قصاصة ورق صغيرة، أخفيتها في مكان آخر مختلف، و أكثر سرية. نسيته بعدها ..!!.
ومرت سنين..
الآن ، وجدت قصاصة الورق الصغيرة، عندها مررت علي كل الأماكن السرية، بنفس الشوق والترقب.. لكنني لم أجد شيئاً!!. لم أجد شيئاً ..!!.
جدتي
جدتي تتبرك بالمشايخ، لديها شيخ أثير، الشيخ عطيه سليمان، بركاتك يا شيخ عطيه، والله يا شيخ لما ينجح الولد، لأجيب لك...
ولما تتجوز البنت أجيب لك توبين قماش أخضر، وأولع لك سبع شمعات، ودستة بخور سوداني.
هكذا كانت جدتي، عندما تشعر بكرب ما، صغير أو كبير، تذهب للشيخ عطيه ــ زيارة صغيرة ــ تضع شالا أبيضا وتدس النقود تحت كسوة المقام، وتشعل البخور ،
باءت محاولاتى بصرفها عن هذه الزيارات، بزيارة جديدة !!، حتي لا يغضب الشيخ من ابنها البكري،
نجح الولد ..
وتزوجت البنت ..
وكان لمقام الشيخ الثوبان، ودستة الشمع، والبخور السوداني . ولما رأيت أولاد خادم المقام يلبسون توب جدتي الأخضر والأبيض..
أخبرتها .. قالت: أكيد الشيخ عطيه كساهم بعد أن رق لحالهم ..!!.
سيدة
لما كنا نلعب زمان في الوسعاية، و بين البيوت ، الأولاد والبنات، كانت لا تشاركنا الركض والعدو،تبقى بجوار أمتعتنا، ليس كما ترك اخوه يوسف يوسف، تبقى طواعية، وظل ابتسامة تعلو وجهها، خاصة حين تسمع الصياح والضحك.
وفي كل مرة تفاجئنا العتمة، تظلم الوسعاية، قبل أن نهم بالرجوع للبيوت، فيصبح البيت بعيدا، والطريق مخيفا، مرعبا.
كانت " سيدة " الوحيدة التي تستطيع أن تعبر بنا الدروب والأزقة، بتأنى وثقة، توصل كل منا لبيته، دون أن يعتريها خوف أو فزع.
الميكروباص
( تلاته بس في الكرسي الأخير ..
كمل يا أستاذ..
تعال علي جنب شويه..
وسع للست.. يا بيه،
هو الباقي هيطير..
الصبر.. الصبر ياعالم ..
كله هينزل.. محدش يستعجل..
لما نقف علي جنب .. ولا نقف لك في نصف الشارع
كل واحد عايزنا نطلعه للأسانسير ولاد الوسخة .....................) .
هكذا تبدأ المشاكل ..
بين الراكب وصبي الميكروباص، كل يوم، مرة الصبح وأنا رايح الشغل، ومرة وأنا راجع، أما في المساء فكنت أبقي بالبيت.
كنت أهرب من المناكفة بمطالعة الجرنال، أقرأ، فقط العناويين، أكمل المقعد الشاغر، وأجلس رابع في أخر الميكروباص، ولا أسأل أبدا عن النقدية المتبقية، وأصبر، أصبر كثيرا، وأنزل لما العربية تقف تماما، تقف علي جنب بعد المكان المحدد بعشرات الأمتار ، أنزل بدون أي أمتعاص ،
صبي بنفس الملامح في كل مرة، وجه عابث، الصوت غليظ ، البشرة خشنة، واليدان متجعدتان.
وبعد زمن والحال كذلك ، أمسك الصبي بلياقة قميصي وقال:
( إنت بتركب معايا كل يوم ، ولا مرة كلمتني ولا مرة عبرتني .... ).
وتبدأ المشاكل !!
أمشير
في الوقت ده من السنة، بنكون في المدرسة، بقرب فيه من البنت أم مريلة تيل وجيب عريض، مليان ملبس، ورجلين صغيرين وشراب أبيض وحذاء أسود.. نرجع مع بعض للشارع ، كنا جيران، أتكلم وما تردش ، وتأكل الملبس، وبعد مليون كلمة..
وفي الميدان الواسع هناك، سلطت عليها عم أمشير، يطير المريلة التيل ، ويقع الملبس .
الطوطم
حادة المشاعر، تتشح بالسواد، تنطق بكلمتين أو ثلاثة علي الأكثر في اليوم الواحد، تعقد شعرها خلف الرأس.
هكذا كانت زميلتي في العمل، باءت جميع محاولات التغير باليأس التام . كنا فقط نبغي أزالة الكآبة عنها وعنا، وفي المحاولة المليون، اقتربت منا، فردت شعرها، بدلت ثيابها القاتمة، انفرجت أساريرها وتحدثت إلينا كثيرا!!.
وذلك عندما قلت :
" ان ندى الصبح يشبه وجهها " .
وقلت عن الطوطم الراكن بجوار القلب والمتدلى من السلسلة الذهبية حول الرقبة بأنه :
" شئ أسطوري وخرافى " .
يقين
كان داخلها يقين ؛ أنه سيغادرها يوماً ما .. لذا كانت تستجيب لأقل إلتفاتة منه، تلبي جميع حوائجه، وحتى المستعصية منها، مرت سنه وأثنتين وثلاثة، واليقين ما زال متغلغلا داخلها !! .
أكيد سيأتي يوم ويغادر ..
وبعد ثلاثين سنه، والوضع هكذا ، ذاقا خلالها كل شئ، حتى أنها لم تجد ما تلبيه له.. عندها وعندها فقط ، لبى هو النداء الوحيد داخلها ، غادر لأخرى..!! .
شريط سينما
أحبتها بجنون، همساتها، قصة شعرها، تعبيراتها، أغوص في مقعد السينما عندما تطل علي الشاشة، أحببت الحب من تقاسيم وجهها، بحثت في الواقع عن شبيه لها فلم أجد، مما جعلني أزداد حبا لها، وتفشل جميع علاقاتي العاطفية، كانت صادقة في أدائها لدرجة الجنون ، وكنت أؤمن بالحب من أجلها، في كل الأفلام التي احتلت فيها البطولة، ما زالت جميع أفلامها تزين رفوف مكتبتي، والأن أحتفظ بكل صورها علي (فلاشه) في جيبي، حتي تخطت علاقتي بها علاقة النجمة بالمشاهد، ورأيتها وجها لوجه ، فرجعت وشاهدت أفلامها مرة آخري ورأيتها تتنقل بين أحضان بطل والآخر بنفس درجة الصدق والاتقان .
أقنعة
في الحوانيت، وعلي قارعة الطريق، تبتاع في بلادنا الأقنعة، بدون عدد يحصر، ولكل منا مقاسة المحدد، والمناسب للمكان وللزمان كذلك، وأهم ما يميز الأقنعة ليس وجه الفيل، أو الأسد، أو القط والفأر، أو الثعلب، لكنها تحجب تماما وجه صاحب القناع ، وأيضا تفرض عليه، منطقها، كأن يقفز، يهرب، يزأر، يضحك، يبكي ، ينهق، وقد يبتكر. وكعادة الآباء، منذ الأزل، نبتاع الأقنعة للصغار ، في الأعياد والمناسبات. الأن يرتدي الأقنعة الكبار والصغار، في الأوقات السعيدة، والأوقات الغيرسعيدة، وفي الأوقات التي بين هذا وهذا ..
ملحوظة : هذه مقدمة ــ غيرمبررة ـــ سردتها لصغيري، في العيد الأول لثورة 25 يناير.
اغتصاب
اغتصبت امرأة ، وبعد عدة شهور تكور بطنها. معلنتا عن قدوم ولد...
قال المغتصب :
أنا لا أعرف، لا أتذكر، لقد اغتصبت الملايين بمفردي، فكلما زاد العدد زادت المتعة وتنوعت، وميعت كل القضايا، وأنشغل كلا منهن بهمه.
قال العشيق :
كانت أجمل الليالي، هل تأكدتم ان الولد مني، فهناك الزوج والمغتصب، اذا عرفتم موعد الاخصاب، وأنه تم ليلا يكون الولد ولدي، لن أنكر العلاقة، ولن أتخاذل ولن أكون نذل أو جبان.
وقال العشيق :
أنا عاشق محب للحياة وللجمال .
قال رجل دين :
يكتب الطفل باسم الزوج، فهذا علي حسب الشرع، فهو يتحمل المسئولية كاملة في كل الاحوال.
قال الزوج :
تقاطعني منذ عقد من الزمان، لم نتجاور في الفراش لأكثر من عام فائت لظروف عملها، ولأشياء آخري، فنحن أشبه بالمنفصلين، هناك قطيعة كبري بيننا.
ولم تقل المرأة شيئا ، لا دافعت عن نفسها و لا وجهت أتهام لأحد، ولم تبدي أي اندهاش، ظلت واجمة تقف بلا حراك. كأن أصابها العته.
قال الجنين :
الأرض أمي، والكون أبي .
وقال الجنين :
لن ألعنكم جميعا، ولن أسب أبي وأمي...
وقال الجنين :
لن أنزل في مظاهرة، ولن اعتصم بميدان.
في حين أعلنت أكثر من منظمة حقوقية تعاطفها مع الواقعة ،وكذلك أعلنت منظمة إرهابية وحيدة مسئوليتها عن الحادث كما أسمته ، ولم يشجب أمين الامم المتحدة ولم يندد أمين جامعة الدول العربية بما حدث .
قال المغتصب :
لن تستطيع كل أجهزة العالم الأمنية ملاحقتي ، فأنا لا أعمل بمفردي ، فهنالك الالاف من المغتصبين حول العالم.
قال الزوج :
لن تجدوا الحل عندي .
سألت مذيعة التليفزيون:
هل استمتعي بالاغتصاب ، فهو في الأول وفي الآخر علاقة بين طرفين ؟ .
مقابلة
المقابلة الأولي :
كانت مصادفة لي ولها ، جلسنا متجاورين في المدرج ، الكتف في الكتف،تحدثت كأني أتحدث لنفسي أولاً ، وعندما وجدت اهتماما من جانبها وجهت حديثي لها مباشرة قلت :
" المواصلات لا تحتمل ، تزهق ، حتى أحضر المحاضرة أركب سبع وسائل نقل ، واحدة من أول شارعنا حيث أقطن حتى الشارع الرئيسي ، ومنه إلي المحطة ومن ...
كانت تنصت لي بشغف واهتمام شديدين مما جعلني أسهب وأضيف ، لم تكن فائقة الجمال، لكن الرائحة التي تفوح منها كانت كافية لجذبي تجاهها
المقابلة الثانية :
بحثت عنها ، كانت تجلس في آخر المدرج ،ذهبت إليها ،وبعد التحية والسلام ، تحدثت عن التلاصق في المواصلات ، ورائحة الناس التي لا تطاق ، وعن الدبابيس التي تستخدمها الفتيات أسلحة تدافع بها عن نفسها ، وعن وعن .. كلما تحدثت كانت تقترب ، وتشاركني بكل جدية ، شعرت بأهتمامها ، وودها معي،
المقابلة الثالثة :
أتت هي إلي، كأنها تطلب المزيد ..
قلت وكأني علي المسرح :
" في أوربا والدول المتقدمة ، انتهت مثل هذه المعضلات من قاموس حياتهم ، حتى يستطيع الإنسان أن يبدع ، ويتواصل مع الأخرين ،وتكون الحياة مستمرة بلون وطعم ورائحة ...
المقابلة الرابعة :
رأيتها أسفل المدرج ، صدفة ، كالمقابلة الأولى كانت تهم بالانصراف ، و كان هناك من يفتح لها باب سيارة سوداء مغسولة للتو ، وزجاج معتم ، لتستقر في المقعد الخلفي الوثير ..
مسافة
بعد غياب تسع سنوات ، لمحتها تمرق وسط الزحام ، تندفع كالسهم ، و بين فاترينه وأخري تحط قليلا ، وتتطلع للمعروضات كثيرا ، أتابعها من بين الناس علي مهل، وتأمل، كنت بالكاد أراها، الشعر الأحمر، الطول الفارع ، القوام الممشوق، تذكرت كل ما فات، اقتربت، ومن الخلف ربت علي الكتف الأيمن برفق، وبقيت بالجهة الأخري كما هي عادتنا في التلاقي، التفت حول نفسها، رأيت الوجه الصبوح، ثم الجذع اللين، حتي استدارت لي كليا...
كان امتداد فستانها، واستدارته، في المسافة بيننا ، ينم عن وجود شخص، ثالث، يحتل مساحة أكبر ..
أنا قلم رصاص نصر
عندما كانت طفلتي، ترمى القلم الأبيض بعيدا، فور شرائها لعلبه الألوان، سألتها بكل اندهاش .. لماذا ؟ كانت تجيب بكل عصبية : أبيض، لا لون له ... ابيض!!.
وقالت انه صادق ونقى... ولأجل ذلك فهو لا يعطى لنا لون. ضعيف .
قلت : يا بختك أنت تشتري علبة ألوان كاملة ، ولديك المقدرة على استبعاد بعضها، أما أنا وكنت اعشق الرسم فلم أكن أمتلك إلا قلم للرسم ولغير الرسم ... قلم وحيد ، قلم رصاص نصر .... أسود.
الصورة طلعت (وحشة)
من عادتي القديمة ، عندما يصل بي الضيق من شخص ما الي مداه، أرسم له صورة. عابر طريق، صديق، صديقة، حبيبة...
وقد ألتقط الوجه من الجريدة، أو من شاشة التليفزيون.. زعيم ما، وزير حالي،سياسي، خفير مدرس، مهندس، دكتور، ممثل، ممثلة...
قد لا أتقن الرسم .. وأحيانا أكثر أجيد، وفي الحالتين عندما أنظر للصورة، مرة بعد مرة، أجد أن الصورة طلعت " وحشة "، فألقى هذه الصور على أرضية الحجرة، وقد أمزقها، بعدما أرتدي حذاء ضخم كأحذية الجيش ، أسير بالحجرة ذهاباً وأياباً ، كجندي يهم بخوض معركته الكبرى، كررت هذه الفعلة:
رسم الوجوه و ألقائها علي الأرض، ثم السير عليها ذهاباوعودة، أكثر من مرة.. الآن: تعوقني هذه الوجوه / الصور عن السير بالحجرة !!
هذه الوجوه تعوقني.. تعوقني عن السير بالحجرة.. تعوقني عن السير.
)أكيد ليس هذا ما أقصد
وليس هذا ما كنت أنوي أن أقول(.
بعد أن انتقلت لسكن جديد أوسع, شقة كاملة، في منتصف البلد تقريبا، في أحد الأحياء السكنية الشبة راقية، البيوت منتظمة ومتراصة بنظام ما متقن أو شبه متقن، معظمها أبراجا شاهقة، البناية التي أقطن بها الآن ترتفع عن كل ما يجاورها، وتأتي الشقة الجديدة، شقتي الجديدة أعلها، وأن تراجعت عن الشارع بضعة أمتار، فيما يسمي (ردود)، نوع من التحايل علي القانون، وان كانت أضيق عن مثيلتها لكنها تحمل نفس مواصفات الشارع المتمدن.
ليس هذا ما أقصد، وأكيد ليس هذا موضوعنا..
ما أقصده أن الطابق الأخير المرتفع، أتاح لي مشاهدة ومعايشة بعض الطبقات عن قرب، وبرؤية وروية اشمل.
عندما أعتلي السطح، أرى البنايات الشاهقة بوضوح، من فوق، وتحديدا بناية منخفضة قليلا، وأكثر تحديدا في الطابق السادس منها توجد بلكونة مفردة بالكاد تسع فردا واحدا، البلكونة ذات طراز معماري إسلامي قديم، يطل منها من وقت للآخر رجل في العقد الخامس أو السادس من العمر، تبدوا عليه علامات الإرهاق، يخرج للبلكونة بعد منتصف الليل عادة، يشب بجزعه للأمام، يذكرني بالمؤذن في العصر المملوكي عندما يعتلي مئذنته، هذه الصورة من أقرب اللوحات لقلبي، ليست لسمو ما ينطق فقط، ولا لتداخل الألوان ما بين الأحمر القاني والأصفر والأزرق، ولا للتقنية العالية التي نفذ بها الرسام، والتي أعتقد أنها أحدي لوحات المستشرقين الفرنسيين من ضمن من أتوا مع بونابرته، عندما أحتل البلاد ورقد علي صدرها ثلاث سنوات أو يزيد.
أكيد ليس هذا ما أقصد وليس هذا ما كنت أنوي ان أقول..
هذا الرجل، كبير السن، فارع الطول، والذي تبدوا عليه ملامح الحكمة والورع، كان يخرج للبلكونة يشب بساقيه ويتفوه ببعض الكلمات ويعود سريعا للداخل، كأنه ينادي علي أحد، أو يبلغ رسالة لأحد ما.
أول الأمر لم أنتبه له ولا لما يقول، لأنه عاده ما يخرج بعد منتصف الليل بقليل كما قلت، يرتدى ملابسه الداخلية فقط فقد أتى ديسمبر هذا العام شديد البرودة، ملابس الرجل الداخلية من القطن الفاخر، ملونة، خطوط عرضية وطولية، وأن كانت متسخة بعض الشيء، وأحيانا ما يرتدي نظارة شمسية في منتصف الليل كما قلت.
بكل تأكيد مواصفات الرجل وثيابه الداخلية، والبرد والصقيع، ليس موضوعنا وليس هذا ما اقصد علي الإطلاق.
الرجل تخطى العقد الخامس بالتأكيد. خرج مؤخر عاريا تماما، يطل من البلكونة في الطابق السادس، بعد منتصف الليل، يمسك بطرف البلكونة، ويمد جزعه للأمام حني تعتقد أنه ينوى ألقاء نفسه، أو أنه مؤذن العصر المملوكي، ينطق ببضعه كلمات مبهمة، وعلي فترات متقطعة، يلقيها بكل قوة وغلظة.
كان يقول وهو ما أقصده و وهو موضوعنا الأساسي.
" ملعون أبو أم الجهل والفقر والمرض".
تعليقات
إرسال تعليق