رجل الباص
نادية السيد
الشارع عند مدخل البناية التى أقطن بها أكثر هدوءا إذا ما قورن بالشارع المجاور له .. ربما لكى تتكرر المفارقة فى رحلة عملى الصباحية بنفس الشكل كل يوم ..تلك الرحلة التى تشبه الخروج من شرنقة حلم إلى روع كابوس كلما قطعت هذا الشارع إلى الشارع المجاور إلى نهاية الخط ..
منظرى العام فى الصباح أتعمد ألا يكون مثيرا لأى انجذاب محتمل نحوى .. خاصة أننى أحب أن أظهر بمظهر وقور يلائم طبيعة عملى ..فلا أتزين تقريبا ولا أضع أياً من مساحيق التجميل المبالغ فيها كما لا أرتدى من ملابسى – بشكل متعمد أيضا – ما أعرف أنه الأجمل علىًّ لدرجة أننى من فرط حذرى لم أعد أتعرض لأى إغواء داخلى وأنا أقف أمام دولاب ملابسى كل يوم .. وغالبا لا يتعدى اختيارى فستان بسيط يكون للون الأسود نصيب وافر فيه أو على الأقل فى أحد مكملاته .. وهذا ليس لشىء فى الواقع سوى لأننى أحب هذا اللون ..الجميع يعرف عنى ذلك حتى أنهم انصرفوا عن سؤالى المعتاد " لابسه اسود ليه ..حد مات عندك ؟ " .. وبعد ذلك لا أنسى أن أرتدى نظارتى الشمسية العريضة التى تخفى جزء كبيرا من وجهى ..قبل خروجى ألقى نظرة عابرة فى المرآه وما أن أنتهى من هبوط السلم الطويل حتى أجد نفسى فى مواجهة الشارع الهادىء ..
أخطو أول خطوة وأنا أردد فى سرى " توكلت على الله "
الشارع آمن بشكل يطمئن ..بما يميزه من بيوت ملك للأهالى .. بمعنى أنها ليست من نوعية هذه الوحدات السكنية المتشابهة التى تبنيها الحكومة للناس وتسكنهم فيها مقابل إيجار شهرى بسيط .وتبدأ رحلتى اليومية بالمرور من هذا الشارع الذى يفضى بى سريعا إلى شارع آخر رئيسى يتناقض تماما مع هذا الأول فى كل شىء .فهو شارع مزهو بنفسه .. دائما يضج بمارة وسيارات ..محال على الجانبين .. باعة جائلون . قطارات قادمة من بعيد ..
لا يسكت أبدا هذا الشارع عن حركة مستمرة تجعلنى أنظر ملياً إلى طريق الأسفلت الذى غطاه التراب على الجانبين وكاد أن ينحر من منتصفه ..فى محاولة لأن أمر مرورا سريعا محتاطا بأدنى قدر ممكن من الخسائر فى هذه البقعة بالذات حيث الاحتكاك بأكوام اللحم والنظرات والروائح والخبطات مع العلم أن المشى قد يكون بطيئا فيه بدرجة لافتة ..لكن المسافة بينه وبين محطتى الأخيرة قصيرة ولا تأخذ منى وقتا طويلا فلا يعذبنى بطؤه ..بل ان هذا البطء علمنى المروق بأمان وحنكة لدرجة أننى أحيانا آخذ راحتى فى الفرجة والتطلع للوجوه المكدودة والشاخصة من خلف نظارتى الشمسية .
المهم أننى أخرج من هذه الحشوة المكتنزة بالأنفاس والإرتجاجات إلى مكان براح تتجمع فيه عربات الأجرة التى تقل الناس إلى الحى الذى يتواجد فيه مقر عملى ..وهو ليس موقفا عموميا إنما هو " باص ستوب " صغير يحمل الناس لهذا الحى بالذات لذلك أغلب الوقت يكون هادئا نسبيا ولا يزدحم بشكل أشعر معه بنفس الرغبة الملحة فى الفرار كما يحدث مع الشارع السابق . السيارات فى هذا الموقف متوفرة دائما وتحمّل بالدور ولذلك تتزن حركة الناس الغادية والرائحة فيه بدرجة معقولة مما يعطينى الفرصة لتأمل ما يرسلونه فى نفسى من تراتيل اللقاء والوداع .. والوصول لهذه المرحلة النهائية عموماً هو أفضل ما فى طريقى كل يوم ..فمبجرد أن أستقر فى المقعد ..أجد نفسى هائمة فى مود آخر مريح ..يضعنى فى منطقة يسبح فيها عقلى فى دنيا الله الواسعة ..منتشياً على هزهزة السيارة المنطلقة فوق الطريق.. ورقة نسيم تعبر النوافذ المفتوحة .. لتداعب الفكر والذاكرة ..
يخرجنى من هيامى صوت هدير السيارة الذى يشتد حينا.. أو صوت السائق وهو ينبه على الركاب أن يتأكدوا من غلق الأبواب جيدا ..أو أغانيه الصاخبة – اذا كان سائقا مزاجيا – التى يفرضها فرضا على وعينا المرهق والتائه ..غير أن الحسنة الوحيدة التى كانت فى هذا الجو هى معايشة هذه الأنفس الطيبة ولو لدقائق ..
فى ذلك اليوم ، اتبعت نفس الخطة المعتادة للخروج من بيتى ..من أول إلقاء النظرة الأخيرة على هيئتى فى المرآه والنزول لحضن الشارع الآمن ثم الولوج للشارع المزدهى بنفسه وأخيرا النفاذ للموقف المصغر .. لم يختلف شىء تقريبا عما اعتدته كل يوم سوى ملاحظتى هذه المرة لرجل بدا مستجدا فى الموقف ..يقوم بتنظيم السيارات ورصها ..ولا يتوقف عن مداعبة السائقين المغادرين والقادمين ..لم أعرف هل هو موظف فى المكان أرسلته البلدية مثلا لتنظيم الركوب أم هو فاعل خير متطوع ..لاحظت فقط أن كل سيارة تتحرك يمد له سائقها يده من النافذة ويناوله شيئا مخبئاً فيها على الأرجح أنه عملة معدنية .. لا يلبث أن يتلقفها صاحبنا هذا برضا ليضعها دون تفكير فى جيب قميصه العلوى وهو مرفوع الرأس ..ينظر للناس بنظرة متخمة كأنه يسأل " هل من مزيد ؟ "..ولا أظن عموما أن مثل هذه الإتاوة البسيطة قد تندرج تحت بند البلطجة خاصة من بعد الثورة وانقطاع الرزق عن كثير من الناس ومادام التعامل يتم بهذا الشكل الحر .
والحكاية المهمة أننى فى ذلك اليوم ضبطته من أسفل نظارتى وهو يصوب سهام نظراته الثاقبة إلىّ بشكل فج ..نظرات مقصودة وثابتة لدرجة أن الأمر سبّب لى حرجا وأنا منتظرة فى السيارة . لم ألق بالاً فى الحقيقة له وقررت أن أتجاهل هذا الأمر تماماً كعادتى فى التعامل مع هذا الصنف من الناس .فلو أن كل امرأة ألقت بالاً لكل من نظر لها نظرة أو تلفظ على مسامعها بلفظ لما خرجت من بيتها أبدا سواء لعمل أو لغيره .
فى اليوم التالى هيأت نفسى للنزول والعبور والمروق حتى القفز فى السيارة .وكنت قد نسيت كل شىء عن صاحب النظرات لكننى عدت لأتذكر فجأة حين رأيته . شعرت بشىء من الضيق ومما زاد ضيقى وقفته التى كانت تعترض طريقى فى الممر الضيق بين السيارات المتراصة ..والتى كنت مضطره أن أجتازه لأصل إلى السيارة المنشودة .. مشيت فى طريقى بثبات مصطنع لم يستطع أن يمنع أذنى من أن تلتقط همسا بذيئا صدر منه .لم أفعل جديدا يذكر ..تجاهلته كالعادة وكنت أعرف ان هذا التجاهل هو آمن تصرف يمكن أن تتخذه أى امرأة فى مثل هذه المواقف ..فركبت السيارة وجلست على المقعد وأنا أشيح بوجهى فى الناحية الأخرى هربا من النظرات .
لا تتوقف الأيام طبعا ..
كان علىّ أن أنزل لعملى فى اليوم التالى ..وللمرة الثانية لم أتذكر أى شىء تقريبا عن قبائح رجل الموقف إلا قبل دخولى المنطقة بحوالى خمسة أمتار .. أحيانا يحدث لنا ذلك حين نختزن المشاعر المؤثرة فى لاوعينا ونتفاجىء أنها برزت للوعى دون مقدمات ..هذا ما حدث معى ..وكأن غيمة هبطت على سمائى لتمنع عنى نور الشمس وتسهل الأمر للذكرى أن تكبس على صدرى بسهولة ..رغم ذلك أكملت مسيرى وأنا أطرد القلق وأحاول ألا أظهر شيئا من أعماقى ..ربما كان احد اسباب ارتدائى للأسود هو اعتقادى أنه كفيل دائما بحجب أحاسيسى عن الآخرين ..لكننى فى هذه اللحظة شعرت أن ضيقى نفسه قد بلغ حدا رهيبا يكفى لعزل ما يعتمل داخلى من صراع .
لدهشتى .. راودتنى لحظتها فكرة جعلتنى أبتسم ابتسامة داخلية هازئة ..هذه الفكرة يمكن ايجازها فى عبارة : مهارة الإنسان فى المراوغة و قدرته الفذة على أن يخفى ما بداخله .. واتسعت ابتسامتى الخفية وأنا أصل بتفكيرى للمرأة وكونها الأكثر مهارة فى هذه المراوغة .. عندما تختزن بداخلها آلاف المشاعر والأفكار ولا تسمح لأحد أن يطلع عليهم أبدا مادامت لا تريد ..انها لعبة علمتها إياها على ما يبدو معاناتها المعروفة فى المجتمع .. ورحلاتها فى الشوارع خاصة اذا كانت رحلات يومية مثل حالتى ..
المهم أننى تقدمت بثبات وعبرت الممر الضيق ومرقت بجانب هذا الكائن لأسمع منه نفس القبح وبنفس الطريقة .. الطريقة المختلسة اللزجة ..وصلت للسيارة جلست فى المقعد وأنا ألهث على اثر انفعال داخلى . كنت مضطرة لأن انتظر فى السيارة فى مواجهة هذا الرجل المستفز حالما يكتمل تحميلها .. لذلك رحت أشغل نفسى بسلسلة مفاتيحى الفضية المشبوكة فى سبيكة من الفضة فى داخلها آية الكرسى كانت احدى صديقاتى قد أهدتنى إياها فى أحد أعياد ميلادى ..تحسستها بأصابعى وأنا منكبة بكيانى على قراءتها فى سرى ..وما أن انتهيت حتى تحركت السيارة ..
كنت استمر فى الذهاب لعملى برغم العناء الذى كنت أحسه بسبب هذا الرجل على أمل أنه سيمل وسيفهم أنه مهما فعل لن ينل منى أى شىء ولو حتى شتمة ..والمشكلة أنه لم يكن أمامى طريق آخر أسلكه ولا موقف آخر أتجه إليه .. وفى نفس الوقت لا أحد بإمكانه أن يطرد هذا الرجل من الموقف ..ملأنى الهم فى كل مرة كنت أنزل فيها للعمل ..هم يأخذ مكانته العظيمة من مكانة ما كنت أنعم به من براءة المسير والتأمل فى دنيا الله والتقاط ما يعظ ..حتى صار النزول للعمل عبئا نفسيا ضاغطا على أعماقى كان يجعلنى دائماً أدلف للموقف بروح منطوية على ما ينتظرها من صفاقة وانتهاك وتبجح ..
لم تحدث أية ردود أفعال جديدة من ناحيتى بخلاف الصبر على جرعة الإيذاء اليومى حتى تأتى مصيبة وتأخذ هذا الرجل من طريقى ..فقط لاحظت أننى فقدت متعة الإحساس بالعمل .. بل ان اجادتى نفسها له أصبح يشوبها عدم الرضا عن أدائى ..حتى عجل السيارة ..تهيأ لى أنه أصبح يتحرك بلا حماس .
وبمرور الوقت .. تحول هدوء الشارع المواجه لمدخل بنايتى لصراخ ..لا أعرف بوضوح من أين كان يأتى ..فالشارع كما هو لم يتغير بمبانيه المِشكِلة .. وبنظافته المعتادة وهدئه ..من أين إذن كان يتصاعد هذا الصراخ .. أ من نفسى أنا ؟ لا أدرى ولم أعد أهتم بتفسير الأمور وتأملها مثلما كنت أفعل ..كان كل ما أفعله أن أخرج دون أن يكون لدى تصور محدد لما سأقوم به ..كل ما لاحظته أننى كنت أهرول فى خطواتى بلا وعى .. أتلفت بلا مناسبة .. وينمو داخلى اضطراب أستطيع أن أحسه بوضوح لأننى حاولت أن أفر منه أكثر من مرة ولم أنجح ..
ماذا كنت أفعل بنفسى ؟
لماذا كنت تلك المرأة التى كنتها ؟
وكأننى انفصمت عن نفسى لأنقسم لشخصين أو لظاهر مغاير تماماً للباطن ..فأصبحت فى حرب شديدة الكياسة بين هذه الثنائيات ..حرب تحترم فقط دقة المواعيد ..الجسارة المزيفة ..الثبات المصطنع فى مقابل خوف وقهر وألم حقيقيين ..
مرارة الخروج اليومى أصبحت تحاصرنى وتوجع قلبى وجعاً ملموساً ..أصبح الشعور بالمهانة والاستباحة أشباح شريرة تحضر نفسها فى الليل كى تعترض طريقى فى الصباح ..إحساس الاستضعاف كان كجرج لا يتوقف عن النزف ..فجوة تتسع فى الروح وتعمقها طوال الوقت ..حتى وصلت الأحاسيس لدرجة الفجيعة خاصة كلما تأملت حال المرأة كمخلوق ..واستحضرت فى مخيلتى صور لوجوه نسائية طيبة أعرفها وأحبها ..
كان من الممكن أن أخبر أى أحد عن مآساتى اليومية لولا أدغال سوء الفهم والتقدير التى كنت سأواجهها ..هذا غير شعورى بالقلق أن من سأخبره قد يقع ضحية لتصرف متهور ...وتحسباً أيضا من أن أدفع أثمان غير متوقعة نتيجة هذه الشكوى كحرمان مثلا من الخروج ..
أمضيت الأيام أزمنة ثقيلة فى انتظار اللحظة التى سأرفع فيها عن كاهلى هذا العناء بأى طريقة تمكننى من أخذ حقى من هذا الصعلوك الذى آذانى بلا ضمير ..حتى لو اضطررت لأن أخلع حذائى وأقذفه به .. غير أننى لم أكن أستكن لهذه الأفكار الإنتحارية طويلا لعدم ضمانة العائد الذى يمكن أن أجنيه من ورائها ..فقد يطولنى مثلا سباب موجه ومعلن على مرأى ومسمع من الناس الذين فقدوا حاسة النخوة هم الآخرين مؤخراً..وقد تنالنى فى المقابل ضربة من هذا الرجل الغشيم الذى يمتهن النساء .. من أدرانى ما الذى يمكن أن تسفر عنه المعركة مع واحد مثله متفاقم فى كل شىء ..
لم تنجح هذا الأفكار عموما فى أن تمنع عنى الشعور بالفشل العظيم ..لكنها تطورت بالزمن لنوع آخر من الأحاسيس الأكثر انفعالية وعصبية ..والتى تنامت داخلى كبؤر لثورات محدودة أخذت مساحتها تتعاظم كل يوم عن الآخر لتتجمع فى ثورة كبرى لاشك قادمة .
فى ذلك اليوم الذى بدا لى أنه يوم الثورة العظيم مضيت فى الطريق مشحونة بكمية ضغط وغيظ لا يحتملان ..حتى أننى تصورت نفسى وقد تحولت لكتلة غضب تتقدم بجنون مشتعل فى ممر حلزونى رمادى داخل أعماقى الملتهبة ..كقنبلة فى طريقها لانفجار سيضرب بشظاياه فى أبعاد جسدى وروحى وعينى .
هذا الإفراط الثورى الذى شعرت به موشكاً على الإنفجار فى ذلك اليوم جعلنى أسارع للموقف بكل ما أملك من حنق ..وأن أدهس فى طريقى كل الأفكار المنومة للمواجهة المتوقعة .. وصلت أخيرا للموقف فى تحفز شديد ..واندفعت كصاروخ موجه نحو الممر الضيق ما بين السيارات المتراصة.. وكلمات النذل تترقرق فى مخيلتى كدمع يهطل ..وتحملى الذى اصطنعته على مدار شهور أسدل على عينى كستارة أنهكها الزمن ..لم تتخل شجاعتى هذه المرة لا عن ظاهرها ولا عن باطنها ..بدا أخيرا أن القدر الذى يأتى بكل شىء ..مقاديرنا ومواعيدنا ..فى المكان والزمان المحددين بدقة .. أراد أن يقول كلمته وأن يجود علىّ أخيرا بأن أنتقم لنفسى ..
توقفت فجأة ..
وانطفأ اشتعالى دفعة واحدة كذبالة شمعة تعرضت لنفخة هواء غير منتظرة
انهارت على أرضية الموقف كل الأفكار الثورية
تلفت حولى ..على اليمين وعلى الشمال
لم أصدق
هذا الشخص لم يعد موجودا !
اختفى الرجل !
لن أسمع اليوم على الأقل قبحه الذى سلطه على براءتى يوميا كواجب
أ معقول ؟
هل يمكن أن يكون قد نجا مما كان ينتظره اليوم على يدى بهذه البساطة ؟
سبحان الله
انسللت فى الممر الضيق لأول مرة منذ زمن بعيد دون أن أسمع هذا الهمس الذى آذانى طويلا
ركبت السيارة وأنا أنتقى مقعدا بعيدا فى ركنها
وشرعت فى تأمل الناس من وراء النافذة الصغيرة
وعينى لا تزال تدور فى المكان بحذر
فلعل أرضية الموقف تطفر بهذا الرجل فى لحظة ليعاود إلقاء بذاءاته بالقوة على مسامعى ... مثلما كان يفعل وتسانده فى أفاعيله قوة أخرى كانت قوة استضعافى الذى غذاه بها جنسى كمخلوق وأنوثتى كضعف
منذ ذلك اليوم .. اختفى كل أثر للرجل اللعنة
ولم يعد هناك ثمة شيء باقٍ داخلى إلا من بعض كآبة ذكرى تراودنى أحيانا
واحساسى بأننى يجب أن أتخلى عن الخوف.. وأن أعيد بناء ما تصدع فى نظرى من العالم لأرد نفسى إلى تأملاته البسيطة المريحة كامرأة مسالمة لاتزال رغم الأسى ورغم سذاجة التصورات ...
تبحث عن عالم أكثر تقديرا .
تعليقات
إرسال تعليق