مختارات من ديوان الحكي
أحمد أبو خنيجر
ظل المقام.
... ورقصت من سكر أم المقام رقص، وقددت قميص الستر بالصبر، وصرخت يا هاجرى إن الهوى أمر؛ أمرك وأمري على الأعتاب دقة، شوق وحرقة، واللقا بأوان، ضلى وضلك ولا ضل المقام ألوان، وطاقة بالنور مشعشعة والرقص حيانى، فلا تخشى على جمر النهد إن مال مع القد، وأصغ للمعنى حيانى، جواني وبرانى، ف الصحو ويا السكر أحيانى.
تمايلت من سكر أم المقام تمايل، وخاصر ظل ظلا. وشققت قميص الوجد بالعقل، فهتفت يا جاحد الحب إن الهوى وصل؛ وصلك هو وصلى، ووقفة الأعتاب شوق، وهمس العيون أسرار، داير ودوار، والمدار نورك ف النار، صفو وتجلية، روح وعمار، وغنوة من أول الضيق لأخر البراح، فأخلع نعال، والبس نعال السكر فى قلب المحال.
غبت من سكر أم المقام غاب، وتلاعب البراح على الأهداب، فنزعت الستر بالترحاب، وهمست يا صاحب الأعتاب أفتح لنا الأبواب. بابك وبابى وشوق اللقا رقصة، زايدة مش ناقصة، خل الخليل، عاشق ومعشوق، وبراح المقام للروح شهقة، أصل الهوى... رقصة.
سكر
سكران فى حيكم والدرب طوالى، وعيون دبلانة بالبكا والنظرة مرسال، مر و سال على الخدود، والحضرة عمرانة واللقا تساهيل، وضمة حضنها البراح وشيخ تنزل فى صبابته وباح، فأغفى سر المشيئة على باب المقام، فقام من أقام، و رد الدرب أقدام، فايت فى حيكم ولا الخمر /جمر العيون وفتح النهود للثم المباح.
دبتى، خطوتى، ولون البراح حنطى.. حضن وصباح ، فأقمت الغناء فى هبة التنزيل، وشرعت موال الصبا: يا ليل.. يا أبو الدرب طوالى، قعاد الخل يحلالى، إن كان حلى وترحالى، سكران والعشق موالى، أمتى يا زمانى يصفى (الخل) ويصفى لى. فأما المحبة فلا تنكر، وخيط المشيئة بين فر وكر، وباب المقام ألوان، ضبة ومفتاح وسراج بالضى عمران، بين النهود والسرة، والسر فاح والشيخ طاش منه المقال ولسان الحال أبدى من الطيي أحوال.
سكران الحى ولا براح الحنطة موالى، والدرب ينتقى ويختار وأنا المحتار فى خطوتى، بين شوق وخوف، فأوقفنى صراط الرهبة على الاعتاب، قبلة وحجاب، سكران ولا دى رجفة خطوتى، ولا الدرب سهانى، غافى ولاعبنى، جاير وجبار، والخطوة مقسومة بين الرجا والشوق، فقال أرفق بما تجلى وانكشف واستر عيون الشوق باللهفة، فقيامة الروح فى الوصل، والموال حيانى، روحى وكيانى، سكران وخطوتى فى الدرب موالى.
طعنة.
فايت تحت شباكك ولا أنت اللى فايت فى ضلوعى، وفاتح رعشة الضى للى تستر بالغياب، شباك؛ طارح شباكك ولا شباكى منصوبة، ولا الخلا أضيق من هبة ريح، أسمع كلامى لمنتهاه، الحلا فى اللمة ولا اللمة فى حضنك براح، وأعد علىّ ما تيسر من عشق، وكون يتشكل بين عرقين، حتى إذا راقت الروح وصفت، فأطوى صحاف الهوى على جمرة السر، ورتل فى قلب الحضرة: مددك يا أبو المدد تلاته، وصل بين وصلين.
العصا فى قبضتى، ولا إيدى كاتمة رعشتها فى العصا، تحت شباكك، الوقت صباحى، جاى صاحى ولا الليل سهران، طب إيه اللى جاب البكا وسط الكلام، ولا طلتك كانت شرقة روح، والضى زهزه فى المقام، دُرت ولا المقام دار، والساحة فى عيني وروحى مدار، أنا اللى بالهوى ما دارٍ، ورفعت العصا متسلطن، الريحة فى كيانى؛ غنيت وغنانى: جمرة من قد الغياب، متخمة بأوراد الحشا، قال: أصطفيتك، وصعنعتك على نار هواي، بقدر طعنة، أكان ذاك وجد يتستر بشوق، أم هو الشوق متسربل بالوجد؛ إذن فما بال العصا ترقص بالساحة على هواها تحت شباك المقام فى انتظار الطعنة.
خايل وخيالى جامح يرمح فى الخلا لقمة علاه، فلا تلم علىّ يا ناصحى، وأنصت للغنا تباريح، كنت تحت شباك عيونه، وحدانى والروح براح خلانى، والنار بين اللديا والحشا، والدخان مرسال وعلامة، ورعشة ضى تتنزل تساءلنى عن عصاى، يا خالق الونس فى قلب البراح، هات الونس فى الضيق، فما ألقيت عصاى، وشرعت روحى لطعنة عينيها، فلا تحرمنى من وصل بين وصلين، يا أبو المدد تلاته، فايت تحت شباكك ولا أنت ساكن حشاى.
بين عزاءين.
تعلب وديب والحكاية عِمّة مبرومة، وخطوة بتدب بالتعب مفرودة، وليل فايت بيتسحب تحت الجرف، ف أيه قولك و( قد خلت منك يميني)، هو العمر ولا سرقة السكين، فأسمع كلامي في الهوى طايب ولو لك نايب من بين الشقوق طابب، يا أخى كام من في الدروب عايب، بس النصيب صايب، زى الديب لابد تحت الجروف وعايم، وأنت يا خل في الهموم وحلان، لا حاسب حساب ولا قارى في كتاب، بس النوايا زين والحكاية في أولها ولا أخرها البكا، عِمّة محبوكة بالكلام، ف إيه جر الغنا ع البكا.
ما بين عزاءين عزاء ثالث، وتوالد للأحزان في حرير الماء، فأحكم في الهوى شاشك، ورقق الكلام بطيب المدام، ولا تخش من لام، فالحال حالي، ومرسى وراسي والعقل في راسي والدفة للطياب والليل، ومركب على الجروف تعاود، تلاوع، فما بال الغنا حبل بالدموع وطياب، بين عزاءين واقف مستنى طلة التعلب، فأشرح القصيد وطياب، وخلى الليل بالستر سارح، يمكن قلب البراح عزا تالت، وخذ من شجن البكا أول مدامع الغنا.
تعلب وديب، ولا حكاية مبرومة والهم دايب، وخطوتك فوق الجروف وحلانة حتى الصلب، فأخلط يا خل: غناءً ببكاء. وأمزج على مهل: بكاءً بغناء. وأفرد قلوع وأطوى بلاد، وخلى الليل سهارى، ما بين الدفة والصارى، وأحبك العِمّة على الوجع تعلب، وديب بين الجروف لابد، وأنت بين عزاءين وثالث قادم من منتصف الدرب، هو العمر ولا سرقة السكين، ولا غنا جر البكا، ولا البكا يا ترى جر الغنا فوق الجروف والنسيم طيابي، وتوبى وتيابى بين بكا وغنا وعزاءين.
نظرة.
.. فما بالك يا صاحبي؛ عديت عايم ولا كنت نايم، أم تلوت الورد خاليا، ورميت نفسك بين الصحاب وقلت وحداني، يا أخي الحزن مقاسمة والفرح نايب وحظوظ، وحظك كان فايت يمة الروض، فهل أدركت زمن الخوخ أم غرقت في ماء البطيخ؟ تضاحكت متشاغلا وقلت الحال على قد الحال، في الحل والترحال، وباب بيت مفتوح على نهر، ولمة وأصحاب وونس والفرح بميعاد، والحزن بغشم الروح لحظة الغياب، فلا تلم يا صاح إن شرعت الروح لطعنتها وما اتقيت.
فايت على روض، ولا النسيم هفهف بين العيون والحشا، يجوز يكون الوقت فايت، بس الأكيد القلب عمران بالغنا للقا، فيا خل لا عتب على من دخل الروض خاليا، وقال: إن ملت مال، ومليت من براح الروح فدادين مودة، فهل كان الشيخ غافيا أم كانت الحضرة فى برزخ التكوين؟ خلى الخطاوى قريبة وساوى بالعدل ـ إن استطعت ـ بين جمرة وقبلة، واجعل قبلتك للحبيب حتى وإن جار، وأنا جارى الروض، كنت فايت، لكن النسيم هفهف، وجر الخطو بالراح، روح وراح وخمر وجمر والقطوف دانية، متباعدة بقدر الدنو والدلال، فأعجب إن كنت خالى، ودع هموم الوقت للخالى، وخطوتك فى الروض علم ودليل، والنسيم مهبط الوحى حينما ترتد قتيلا من طعنة العين لما تجلت وأفاضت.
دلال النهر ولا الخمر خلاك في خلاك مستوحش وقلت ما أنا بغافٍ، ولملمت الجناح على الجراح وقلت الخمر مركبي والنهر خلانى، فأسمع يا خل مني ودع الخصام وقت المدام، فما كان الشيخ غافيا، والحضرة حاضرة الروح بالجمر، فساوى ـ إن استطعت ـ بين ضيق عينها وجلال التنزل، وسكينة القرب، مركبي بقلوع والنسيم رباني، داخل الروض ولا الروض داخلنى، أم سهم المشيئة أرادنى، فأسلمت الروح طائعا لطعنتها.
ســـقى.
.... وماذا فعلت وقد جاءتك تمشى بدلال، أسقيت لها أم شربت من زمزم العينين ورميت حبل الوصال على الدفة، أبرً كان ولا جدار المقام، ولا ونس الطياب غيه، فلمَ تشكيتَ للعصارى وقلتَ: قلبي فقير.
نايم فى باط المقام، ولا خُن المركب أمان؛ طاوى من البلاد أميال، والحال نفس الحال، فأرفع البلا يا شيخ، وأرخى الدلال على الجمال، يمكن يروق البال، والنهر يدركه الفيضان، عفى وخمران، وضحكته بين النخيل والجرون؛ فماذا فعلت إذ جاءتك البلاد، فهل سقيت لها، ولا قلت البحر جفاف وأترميت فى ضل المقام، عيان وسكران، ولا سكران وعيان؛ وتمايلت فى قلب الحضرة منشدا: فقير القلب أنا.
أنَّ ناى وتوجع، وكرمها قد أدركه الطياب، فخرق الثوب، والحضرة فى الساحة مشتعلة والعراك منصوب، وهى تقدم رجلا وتستر نهدا إذ تعرى من الخرق، وتؤخر رجلا، فهل نطقت أم همسَ العبير من بركانها؛ فشمرت عن ساعد الزحام، أم ردتك روحك: ما أنا بساقٍ. والبلاد عليلة فأعتصمت بركن المقام، فما أستقام الطياب ولا هز القلوع طيب المنام؛ فيا شيخ: أرفع ما استطعت من نوى، وشد عزم الزنود لحظة السقيا، وأخلط ماءً بماءٍ، وأجبر فقير قلب جاءته تسعى بحياء، وما أبقت له ـ شيئا ـ من رمق المحاياة بقولها: أسقى لى... أسقنى...
حلـــم
حلمك بحلمين، وحلمى أنا واحد، البحر موطنى والخوف برّك، عريان وعايم، وأنتى على الشطوط رقبانى، الفستان سارى ولاّ كتانى، حاسه وحسانى، ولاّ براح البر واخد خطوتك، سارى بلون السما، ولاّ لون البحر ساعة الروقان، وساعة الفوران أزرق من الفرقة؛ ناديتك: تعالى. ف عكرتى بقدم الخوف بسمة الميه، وقلتى: البر أضمن لى.
وإذ سألتك يا شيخ عن حلم يتبدى فى صفحة الماء معكوسا، وما الوِرد إلا صدق الروح فى الحضرة، قلتُ: واحد مفرد كنخلة تمايلت على الجرف من ثقل الرطاب، وخاصرت ريحا وراقصت الماء لحظة التجلى؛ فما بالك يا شيخى بالحضرة إذ طقطق الجمرُ واستهام، فتعرضُ عن حلم تبدى معكوسا فى الغمام، ومزقتَ خرق الوقت، وقلتَ: البر أضمن لى.
حلمى واحد وحلمك بحلمين، وأنا مين يضمن لى طياب الريح فى الحضرة، خايفة وخوفى أوسع من براح الكون، والأمان حضنك لحظة تجلى النخيل فوق الجروف، تعالى، قلت ومديت أيدى، فلا تضربى البحر بقدم المعابثة، وانزلى الماء لتبللى الكتان؛ انظرى، قد نزلت البحر من أجلك ولاّ بر لى، وجمر الحضرة متبل بشبق الوِرد، فيا شيخى، خلى عناق الوقت للخرقة، وردنى من باب المقام إلى باب الرحمة، أضمن لى.
حلمك بحلمين: واحد لون السما معكوس فى الميه، والتانى شهيق الكتان لحظة العوم. وحلمى براح النخل فى الحضرة، واحد ووحدانى ولون السارى كتانى، منحوت ربانى، وخمر الجمر ريانى، فافتح يا شيخ باب البحر للعطشى، وردَ قليل الوِرد عن الدرب، شايف وشايفنى، والسكر بر الغريق فى الحضرة، و البحر أضمن لك وأضمن لى.
تعليقات
إرسال تعليق