القائمة الرئيسية

الصفحات

صوت عصفور

غادة نبيل

 


 

 

في البداية لم أتحمل صوت عصفور... ولا بحور السوائل من كرات سوداء كقشر الباذنجان تنمو وتنفجر، وعمال نظافة عيادة الليل بعد الحظر.. هم ومماسحهم يزيلون أمام المريضة ما يرونه وسخا. المماسح بالعصي الطويلة اردت انتزاعها منهم. صرختُ قبلها في البيت، في غرفة المستشفى، في أخي، في خالتي : أريد أن أضرب أحدا السيدة تقول ' نمشي، أمشي ' وهي بلا رأس أو جسد. هي لم تعد صوتا.. بعيون مفقوءة يمكن تخيل حيزا لجسدها، خطا فارغا يزول التنظيف أولا بأول ضرورة لدعارة ذاكرتنا العظام التي تخيلنا صوتها كنت من أسابيع أدفعها بركبتي ويدي على رخام فاخر لأمنع زحفها أدفع وأظل أدفع عاجزة عن رفعها على الأريكة.. وهي بركبتين وذراعين مجروحتين بانفجار قروح المؤخرة تدفن كامل رأسها في طقم اكتسى بالبيتادين . لا شيء يمشي فأنا بلا قدمين، وتبيت أمام المستشفى عائلة ببطانية في قيظ يونيو مريضها محجوز. لم أفهم ركوع أخي أمام جسد لأني بقيت أنظر إلى الجسد الذي قبض أخي بكفيه على يده.. أكرر النظر للراقدة ولظهر أخي تنبهت لصوت واحد على الشاشة خط مستقيم بزنة واحدة.. سريعا تتغير أصابعنا ما نمسكه يظل يكبر ويتبدل لونه ليرفع أيدينا عنه. أفرغتُ كل ماء الورد في الطست نوع حديث في عبوة بلاستيك بغطاء فوشيا.. أميز رائحة ما كنت أسكبه من سبراي ' لونا ' للتنظيف القسري الآن التصق بشفتيّ وحملت رائحته معي للبيت. أتشمم رائحة مُغنّية وأبي أول المستمعين. الآن أنا بشفتين مؤقتتين بلزوجة خفيفة لتابوت جديد لماذا اختاروا اللون الأحمر بخط أسود رفيع للتابوت؟ أحس أني معدنية كباطنه رغم بطانيته المسروقة لا أستطيع رفع عيني للكوبري والسيارات ورمال المدن الجديدة هكذا كنت بلا أعين وأكتاف قبل ١٧ عاما أنظر لذبابة تتحرك هي حية وأبي ميت. العيد يستحق الرمي بالجمرات الأطباء والممرضات وعمال نظافة المستشفى سأعلقهم داخل أقفاص في الفضاء قبل ' تقفيل ' الأمهات الذي لم أفهمه سيبقون في أقفاص عملاقة بملابسهم أو عرايا ، بلا أنبوب أوكسجين وبلا من يفتح بابًا بقرآن متأخر بعد غلقه بنزاعات حين كان في اللغة قبل ومع هذا ذاكرتي صفراء والتابوت أحمر وصوت المُغنية كان يستغيث باسمي مذعورا لهذا رغبتُ في التمدد هناك بعد كلمة بعد أن يرصوا ألواح الأسمنت التي كسرها الأنبياء فوقي وإصبعي الوسطى تقول ' فبصرك اليوم حديد ' . هذا كان شيئا قديما اليوم أنا سيدة أخرى تريد ضرب سيدة تفاخرت أنها ضربت سيدة في مطار أوروبي وأصبحتُ أتحمل تغريد العصفور وبقع السوائل على المخدات المنفوخة وتصوير فساتين التريكو التي اشتغلتها المُغنّية وحرموها رؤيتها وأحفظ للأبد رائحة ماء الورد السيدة الأخرى لا تغسل قدم إله بدموعها تشعر بها على قدميها واقفة ولأنها بلا ذاكرة تتظاهر أن من دفعتها بكفيها مرتين لأنها بلا أطفال - كمبرر كافٍ للحسد - ستظل تنال البِر بصراخ الصدقة و أن العدل عجز أطفال الأخ عن قراءة كتاب للعمة حذاء المتصدقة المستورد في قدمين قديمتين لأمي وفي قدمين جديدتين لأم حسام السيدة الجديدة تحذِف السيدة الجديدة تدعو السيدة الجديدة لم تعرف في أي كفن عظام الأب وكل المجاورين كمومياءات الكتان في المتحف السيدة الجديدة جديدة تفكر كيف قفز الراقصون من قبعة سيدة رسمها بولندي إلى قبعة زينات صدقي بعد أن مسخهم ساحر لأرانب؟ وهكذا اختفت أشجار الدوم والخروب من العالم اختفى الكانفاه وكحك العيد والصوت السائل قرب البكاء ' بتزعقي ليه؟ ' اختفت أمنية المال كي لا يبقى عليها فقير والابتسامة الساخرة لليأس وصبغوا توابيت المسلمات بلون أكفان الهندوسيات ولم يعد هناك قبل ولا بعد .  
 
٩ يونيو ٢٠٢٠. 
 
قد يعجبك ايضا

تعليقات