فقه الحب
ساندي عيسى
أحدثكَ عن فقه الحب..!!
و أنتَ تكتبُ عن ثورة الجوع..
ارسم لكَ الأنهار الهابطة من الجبال...
و تفرشُ لي خريطة العالم منتحباً...
مالي و مال السياسة...و الحدود....و سايكس و بيكو...
أكلمكَ عن...هجرة القلوب للقلوب...و طيران السنونو...و اسراب الفراشات...
و تنشدُ انت على مشارف الخيام....و تبكي النفي للعقول..
تخطبُ في حق العودة ...و تلعن الرأسمالية...و كأنك حفيد كارل ماركس الاول...
أهز رأسي اني فهمت...و أغضب معك بكل ثورية و اشعل لك لفافة تبغ تدعى ((مالبورو)) ب عود ثقاب ثوري..لانك تكره الولاعات البرجوازية....
أهز رأسي أني فهمت...و أنتحب معك..
ثم ماذا لو اقتسمنا الرغيف معهم...تقول لا يكفي...
ثم ماذا لو دثّرتهم بمعطفي القديم..!!
و أعرتهم غرفتي الفارغة و طرف السرير...
على الأقل لن اعود وحدي ...الباكية على طرف السرير...
تقول لا يكفي...لا يكفي لأن يكبر المارد في جوف الجياع...
ثم ماذا لو اني سقيت الحدود بالمطر و كنستها أثناء تنظيفي الموسمي لمنزلي...
تقول موشومةٌ بحبرٍ لا يزول...حتى أنه قطع البحر و مزق المحيط....و اغرق عائلاتٍ كاملة أغلبها لا يعرف الكتابة....
أهز رأسي أني فهمت...و ابتسم انك رضيت ...
و انفض رماد دخانك عن ثوبي مبتسمةً أن لا عليك...لا بأس عليك...
كلما اشتد السوء...و كثُرَ الغمام ...
سنرتدي القبعات الرمادية المثقفة..
و نشعل الشموع و نحن نلعن الظلام..
سأقرأ لكَ أكثر و أكثر عن الوجودية...
و إذا ما آلمني رأسي سأشرب شراباً تروتسكياً كي اقتل طفيلياتٍ من سوق البورصة...
و أحفظ مقالات لينين و الرفاق...حتى الامتلاء...و اقول لك شبعت..
و تهز رأسك يائساً...و صوت معدتك يضرب الصمت ك طبول طروادة يعلن الفراغ...
لا شبعنا ...لا شبعت..و لا هم يشبعون...
كفاك تغيب وسط الدخان...
إذا ما رأيت طفلاً حجمه أصغر من حقيبة دبلوماسية....
رسمت عليه الحياة آثارها بطينها و ترابها...
ستتمنى لو أنك هتلر و أنا نسخة ساذجة من ايفا براون...
و لتبدأ المحرقة!!
تعليقات
إرسال تعليق