أيّ وداعات هذه يا لوركا !؟
ساندي عيسى
" ولدت النوارس من المناديل المُلوِحة بالتوديع في الموانئ "

لوركا
لم تعد موانئنا تتسع للنوارس...أجنحتها كمناديلنا ممزقة...
لم تعد تأخذ الملح من دمع الأمهات...
صارت الدمعات تجف بملحها على خدود الناس المتجهمة...
أي وداعات هذه يا لوركا...
صارت كثيرةً كثيرة...
الخبز تالفٌ لا يقوَى أن يكون زادا ً للسفر...
الأبُ لا يعرفُ وجه ابنه... إلا تلمّساً في العتمة...
الظهور محنية...و الرقاب منكسرة...
و الصوت خافتٌ....
و الفكرة ..تموت ..تموت...
اذا ما قتلناها...ستنتحر...
رأيت مشانق الأفكار ..على الجدران في مدينتي...
تدلّت منها العقول...و توقف لُبّها عن الخفقان...
سنقفُ غداً على الرصيف المجاور للبحر...حيث تكسّرت أمواجنا الفتيّة...
لن نجد القوارير ذات الرسائل...فوحينا في الكتابة للضفة الأخرى.. غادر مع موت آخر الملائكة...
سنقف على الرصيف ...نلوّح بكلتا اليدين ...عراةَ المناديل...
أن حذار...حذار ...أن تعودوا !!
غرقت البلاد...في قلب الزجاجة....
تعليقات
إرسال تعليق