ما أجملَ أن يقتلَني العشق
(مقاطع من صراط العشق وجَنَّة الأحوال)
عبد الوهاب الشيخ
ذَاتي في ذَاتي
لَحْظُكَ خَمْرٌ
وبدائعُ حُسْنِكَ
مرآتي
ثَغْرُكَ نورٌ أسْمَى
ووضاءَةُ خَدِّكَ
ذهبَتْ بالأولى
والآخرةِ
وضاءَةُ خَدِّكَ
مِشْكَاتي
وأنا أتحرَّقُ شوقًا
كي تَفْنَى
ذاتي في ذاتِكَ
تَفْنَى
ذاتِي في ذاتِي
أنتَ الجنَّةُ في الجنَّة
أنتَ غنيٌّ عنَّا
يا مَنْ شَفَتُك خَمْرٌ لفؤادي
وجبينُك ضوءٌ لا يبلُغُه
الواصِف
أو يدركُه الواقف
مازلنا نرتَقِبُ طلوعَك
لا تشغَلُنا عنك الحُور
ولا نأْبَهُ للجنَّةِ من دونِك
أو لجحيمِ الفُجِّار
أنت الجنَّةُ في الجَنَّة
أنت الجنَّةُ في النار
لا تصرفْ وجهَكَ عنِّا
ثم افعل ما شِئْتَ
بمَنْ شئْت
لم يَحِن الوقت
أبحثُ عنك أيَا قَمَري
في النورِ وفي الظُلْمَة
في ضوءِ شعاعِ
الشَمْسِ الساطعِ
وسكونِ الليل..
أبحثُ عنكَ
وأُرسِلُ روحي
أرسِلُها تَلْتَمِسُ حجابَك
أوَلَمْ يَحِن الوقتُ
لتكشفَ لي
عن وجهِكَ بَعْد!؟
قُبْلةُ عشق
طوِّح يا قلبي بالحكمة
وانزعْ تاجَ المعرفةِ الزاهي
ورداءَ الفضلْ
وامكثْ في أعلى علِّيينْ
بجوارِ ملائكةِ الرحمن
لا شيءَ يُضاهي
قبلةَ عِشْقٍ خالصةٍ
أو قطرةَ خَمْر
صُبْح المشتاقين
أَشرقْ يا صُبْحَ المشتاقين
وترَفَّق بي إني مِسْكين
انقطعتْ روحي عن غيرِك
فلماذا أنت غريبٌ عنَّا
طُفْنا أعمارًا
لا نشربُ إلا خمرَ الفتنةِ
من عينِك
أو نشتمُّ سوى ريحِ الجنَّة
من طَرْفِ ذؤابتك المسكيَّة
فاخرجْ في الناس جهارًا
واهتِكْ ستْرَ محبَّتِنا
وانظُرنا..
لا ترقُبْ في العشقِ وشاةً
ما دونَك وهمٌ
والنظرةُ إثمٌ
إن حُجِبَتْ
عن سرِّ جمالك
مُهيَّمونَ سُكارى
مُهيَّمونَ سُكارى
في عشقِهِ لا نُبارى
تمكَّن العشقُ منَّا
حتى سقَطْنا أُسارى
لحُسْنِ شمسٍ تبدَّتْ
فأخفَتْ الأقمارا
ليست تغيبُ بلَيْلٍ
ولا تزورُ نهارا
لكنها بفؤادي
تجلوهُ حتى استَنارا
لكنها طيُّ روحي
ومهجتِي والإزارا
أقولُ قولَ حسينٍ
هيّا اصلُبوني جهارا
لا تسألْ عنَّا
لا تسأَلْ عن كُنْهِ العِشقْ
اتبَعْ قلبَكَ يا قلبي
سيجيءُ الصبحُ بلا ريبِ..
تُبناعن توبتِنا
تُبْنَا عن تَوْبَتِنا
وشرِبْنا الخَمْرَةَ من كفِّ
الساقي
تُبْنَا عن تَوْبَتِنا
وثَمَلنا بمُدامِ العِشْق
ما عُدْنا نهتَمُّ لغيْرِك
ما عدنا نغتم لغيْرِك..
طُوبَى للعُشَّاق
ما أجملَ أن يقتلَني العشق
ضربتني أجنحةُ العشق
فطارتَ روحي
من يرجُعني لفؤادي
من يرجُعه لي
و أنا اتقدَّمُ صوبَ الضوء
ولا أصبرُ
أتحرَّقُ شوقًا
كي أفنى في النور
وتفْنَى روحي عني
أتحرَّقُ شوقًا لعناقِك
ما أجملَ أن يقتلَني
العشق
تعليقات
إرسال تعليق