رقصة روح
مختارات من شعر لبنى ونوس
1
في كل مرة
كنت أواصل السير
والطريق يطول في
كل خطوة
عشرة مواسم
كنت أمسك من
حولي
تلك الريح التي
عادت أدراجها لي
من قصر العشق
لتحدثني عن
شرفات ونوافذ القصائد
التي تنتظر لحن
ضياء البوابات
هذه المرة أيضاً
مازلت أواصل
السير
ولكن الطريق
اختفى
والريح سافرت
ونسيت كيف يكون
عزف الاقدام
ولم يعد هناك قارعة
تحمي عشبة صغيرة
من أن تداس
كان العشب أنا
بلا تربة
ولا فضاء
في كل فجر كنت
أجمع عن وريقاتي
أناشيد الندى
لأطل من شرفة
صغيرة
تجاور عيني على
مرمى صلاة
في قصر أحملك به
كتب على بوابته
هنا يسكن آخر
العشاق .
2
أن تعشق غيمة
هذا معناه ان
تكون الهوة سحيقة
أن تكون على شفا
الحياة
قدم خارج الوقت
واخرى داخل
اللامكان
والإمكان حضورك
المباغت كبرق
والبرق لاحق
النظرة
أن يلتصق رذاذ
الرسم بقلبك
والوهم بحر
يستريح على عاتق العشق
أن تعشق غيمة
غياب يبدد نبضك
الغائم
شمس تبددك بقيظ
عبور
ليلتقطك وجه تلك
السماء الأخرى
المحتجبة في
انهمارك
أن تعشق غيمة
معناه يد تجدل
أوردة الضباب
أرجوحة بيد
الوتر
وهذا الالتصاق سر
الانتشاء
سحر انفجار يشبه
حبو الفجر
أن تعشق غيمة
معناه أن تمطر
دماؤك بلون البنفسج
على روحك
وتنتظر ان تبوح الدهشة
بك
لتعلن برجفة
احتضار وتقول :
ها أنا تجمعني
قصيدة ..
3
الأرجوحة
التي كانت تهتز
بي
وتلك التي كنتها
ويد امتدت من
نظرة
أزاحت كل ماحولي
حتى الهواء
لم يعد حليفا لي
نظرة أخذت على
عاتقها
أرجحتي
وأبي الواقف
بعيدا
قريبا
يرمقني بقلبه
لم يعد هناك سوى
أبي ونظرة
وأرجوحة خالية
مني
حلم الذكرى
وأنا التي كنتها
الشهود علي
ما كنته يستدعي
صورتي الآن
يا أبي
هدهدة عيونك
الصامتة
كانت أبدا
ملاذي
هدهدة تعيدني
هي لي
أرجوحة أهزها
أنا بقدمي.
لاتجعلني أكبر
عندما قلت لي
مرحباً
عادت ضفائري
الطويلة
عاد حاجباي غير
منمَّقين
شاهدين على
نظرتي
(دهشة مشوبة بوجل)
استرجعت كراسات
كل الفصول
التي لم أتقن
حفظها
جعلتني افقد
سنواتي
المتراكمة
على النوافذ
لا تجعلني أهرم
ومزاجك
كمزاج البحر
مد وجزر
وأنا نخلة
لا تفتأ ترمق
أمواجك
لاتجعلني أكبر
أخاف عليك
اخاف على نفسي
من زهايمر
أنسى فيه الكلام .
5
اللا الأولى
خدوش الخطوة
ضحكات التكرار
آلامنا ضريبة
الهبة
سير يمخر عباب
العدم
كل هذا
لنلمس نهايتنا
عودتنا
إيابنا
نزرع بذرة نضج
النبض
الدقيقة الواحدة
والستون
الساعة الخامسة
والعشرون
اليوم الثامن
الشهر الثالث
عشر
السنة التي
لم تكن تعرف بعد
سوى توقيت الضوء
العمر الذي كان
يرافقنا في عتمة الارحام
ونحن ...
صناديق موسيقى
أسيرة الريح
حقائب مترعة
مفتاحها الفراغ
والنهاية رجع
ابتداء
ضحكة طفل أهدته
السماء
حلوى الخفة ...
6
أن أمشي
أجلس
أنام
أصحو
وفي كل نأمة
تلفحني ريح
الحلم
مغمضة بالتفاتة
وبأخرى يقظة
كاوية
أشد السكون نحوي
فيسحبني موج
الشرود
وكلاهما واحد
أيها البصر
المستقيم
كنبض ترك للحياة
كلمة الفصل
تجمل بالموت
قيامة
يجلب تفاصيل
الجمال إليه
لاعناء
الاستدارة
ولا وهم
الاكتشاف
خط لا تعاريج
فيه
كان قد أوحى لكل
النقاط
أن تشبثي بذاتك
ليكون مايليك
مرآة
الوجه صقيل
والظهر براق
أيتها النظرة
الواخزة
المخترقة السراب
المحرقة ماحولها
شعلة زرقاء
تهمي نحو الشمس
صعودا
يانظرة الشجن
أمهليني نبضة
أخيرة
لتنبت بقلبي
اقحوانة
كي تأتي الشمس
بحثا عن طفلتها
الأثيرة .
7
الشاعر يبحث عن
الكلمة
فتلتقطه
الرسام يحيك
اللون على قلبه
فيغدو اللوحة
الفلاح يزرع
الحبة في عينيه
فينام طفلاً في
حضن النشوة
وأنا ...
لا افهم من
الشعر سوى رقصة الروح
ومن الرسم سوى أغنية الأنامل
ومن الزرع سوى
ضحكة الموت بداية الولادة
وأعيدها ....
لا افقه بالشعر
إلا قليلا
ومازلت أرسم
كهاوية
وازرع الورد فقط
في فسحة قلبي
لأعلم في رحابة
هذه الظهيرة
الاسم المتواري
اللون الأول
المعنى المحجوب
والطريق الخفي
لرسم العشق .
8
ربما يوماً ما
وانا التي لم
يكن لي كتاب
يحمل عنواناً
تائهاً
ولا اسماً يتمطى
على غلاف الوهم
حين اجلس في
الضفة الأخرى
حيث لا يد لي
امسك فيها القلم
ولا رأس استجمع
فيه ترتيب اللغة
يأتي شخص ما
يجمع دفاتري
وكراساتي
ويحدث نفسه
لقد عاشت هنا
بين طيات البياض
ولم تأبه أن
يكون في مسيرتها
مجد زائف
سيرة مملة كما
كل السير
ربما يوماً ما
يقرر أحدهم
تجمعنا قرابة
روح
أن يجمع ما تبقى
مني
أثراً بلا أثر
لتربكه سيرة
ذاتية
ليس فيها الكثير
ولادة ثم رحيل
وما بينهما
تفاصيل بالغة
الصغر
اقل من حياة
وأكبر من موت
توازي عزلة بحجم
قلب
وعنواناً لاحاجة
له للأسماء
( لم تكن أبداً هنا )
9
استنفدت الضحكات
التي كانت قد
تساقطت علي
حضنت صداها ثم
حملتها للضوء
استنفدت دمعات
الشجن
التي كنت قد
اخترتها بقطاف المعاني
احتفظت بملحها
وحملتها للغيم
ولأني لا أحب
التقاسيم الواجمة
ولا العيون
المطفأة
زرعت روح الوقت
القادم
يقظة سُكر في
منبت القلب
الكأس الأخضر
فاض
وهذا الشراب
محجوب بطعمه
وها أنا
استنفذت الحياة
بصرخة ولادة
لأضفر عشقي
جديلة برقٍ وماء
...
10
تعليقات
إرسال تعليق