القائمة الرئيسية

الصفحات

ملاك سقط سهوًا / مختارات من شعر ماري جليل

 

ملاك سقط سهوًا

مختارات من شعر ماري جليل


ملاك سقط سهوًا - ماري جليل - بيت النص



أثر


لم يبق على السرير

 أي شيء منكَ

 

لا رائحة عطرك الممزوج بدخان سجائري

ولا لعاب قبلاتك الذي رسم حدود جسدي

حتى قطرات الندى التي فاضت بها مساماتك

كان جسمي شربها في الصباح

 

لم يبق أي أثر منك

إلا أنا.


ملاك سقط سهواً


رأيته بوضوح

حين أفلتَ من قبضة الله

وسقط كالبرق في حديقة منزلي

أنظر في عينيه
أرى وجهي

ينظر إلى عينيَّ
يرى وجهه

لا أعرفه، أؤكد لكم،

لكنه يشبهني!

 

يبدو أننا سنلهو كثيراً الليلة

أنا في دور الملاك

وهو في دور عزازيل.

بركان


دعني أستعير بعضاً منك
وبعضاً مني

لنصنع أنا واحدةً

مشبوهة
بريئة

 

ننفصل في الصباح

ليذهب كل بأناه إلى مبتغاه

ونعود في المساء

لنكون

وجهاً واحداً

لنشوة متعددة

جسداً واحداً

يرمم جرحنا الأبدي

يلهب بسياطه جموح رغبتنا

 

شهقة عشق واحدة

تقذف حممها في رحم الموت

صعوداً/ هبوطاً

تتوالد تتناسخ

نولد معاً

من آبار أجسادنا المحدقة بدهشة

إلى ابتسامة بركان 
فوهته
اشتعلت من جديد


سمكة على وشك المرفأ


لم أكن انتظرك

هذا ما قلته للأصدقاء

كنت أبتسم

لأخفيَ شعيراتٍ زرقاءَ نبتت بين شقوق شفتيّ

لم يسألني أحد:

لماذا حبات البَرَد
توقفت عن الصهيل
على شبّاك غرفتي

ولا كيف جف النهر 
ويبس على ضفافه الورد

 

حتى الطفلة المتوهجة

استشهدت حيةً في أوردتي

 

لا أحد يعلم طبعاً

أنني لم أعد أسمع صفير البواخر

المحملة بوجوه سمراء

 بخوابيَ من النبيذ التشيليّ

 

وأن الأسماك لم تعد تحلم

ماتت وهي تنتظر على مداخل

المرافيء

والبحر ضجّ أفقه بالبكاء

 

لم أعد أنتظر يدك تلوّح لي في الصباح

لتسقطَ في المساء محترقة على جسدي

فيسقط العالم معها في غيبوبة عشق

كل ما أفعله في المساء

أشعل فتيل أصابعي

قناديل حب للعشاق

وأترك الباب مفتوحاً

فهو يهوى ارتكاب الملذات

في انتظارك.


قبضة من غبار


حين تعلو الكآبة

قبّعة رأسكِ

أتحسّس المساء

صريعاً

يأتي

يتلصصُ من نافذةِ الغسق

ويدخلُ رافلاً

خلفه النجوم

فالكآبةُ لا تعلو حكمةَ الغيوم

كجثةٍ شاحبةٍ

في سماء نومكَ

ومع كل جرعة من الحلم

ترتجف الدموع في عينيكَ

 وتدور..!

تبحث عن نقطة انتهاء للعالم ..

عن ذكرى

تنسجها بأصابع الدهشة

تطلقُ يدكَ إلى عنق الحقيقة

مسكوناً بالارتياب

تعود متدحرجةً

بصمت

في كفّها

قبضةُ غبار.


حلم يقظة


الأمسُ كان "الأحد"

طوال المساء

حتى آخره

كنا توأمين

وكانت بئرٌ  تجمعنا

وجسدٌ كاملٌ

عميق

يحضن ما ينقصنا

ولم تكن السماء بعيدة

عن همس أيادينا.

في الصباح صار الوقت قتيلاً

أمام المرايا

قليلاً

قتيلاً ..

الأمسُ كان لذيذاً

مثل فاكهة الحضور!

لدرجة أن أحداً لم يره..

وعلى الرغم من ذلك

لم يستطع أحد منا

أن يمنع اليقظةَ

من السقوط

في شَرَكِ الانتباه.


عشاء مؤجل


الثلج

الساكن

على نافذتي

منذ أيام

لولا تعبي ..

لدعوته إلى

العشاء.

 

Message


أفتح "الموبايل"

هذا الصباح

على قبلة

أرسلتَها إليَّ

خلسةً

أثناء نومي

كأنني أشرعُ نافذتي للشمس.


مدّ


تمد يدكَ

يتمدد البحر!

وترخي المراكب

حبالها

وترتعش

إيذاناً بالغرق.

الظل في الخارج


لن ينتبه

إلى غيابي

أحد

هذا المساء

ولا حتى أنا ..

لا رسائل

لا أصدقاء

لا أحد..

- فقط-

ظل أنيق

في الخارج

ينتظر

أن

أفتح له الباب!


في رحيلي القادم


عند رحيلي

ستظل أشيائي
مشردة

وظلي سيبقى

وحيداً

يبحث عني


سوف يتابع حزني

بث الألم

في أنحاء جسدي


ضجري

سيواصل

عاداته السيئة

بإثارة الرغبات

الموقوتة


أما
أزهار البنفسج

ستموت

وتعود

كما كانت تفعل

كل مرة

عند رحيلي.


سؤال 


تسألني وسادتي

بإلحاح

عن صاحب

العطر اللذيذ

الساكن

في

مسام أحلامها:

متى يعود؟

متى؟

كي يستردَّ أشياءه؟


أوفردوز


بالمناسبة

لم أكن أرقص لك

في أول لقاء لنا في البيانو بار

على شارع ألسان لوران

 

كنتَ ثملاً حتى الهشاشة

ضاحكتان عيناك
جاحظتان

تقولان:

أنا من سيحضن خصرك الليلة

أنا من سيحملك نابضة/
متوهجة

كالفاكهة النضرة

ويحرر أزرار فستانك

 ــ الأحمر الدانتيل ــ

المتمردة

على يدي

 

كنت أقرأ أفكارك الصاعدة /الهابطة

من عنقي حتى آخر فقرة ترتعش في ظهري

بطرف عيني

وأرقص على وقعها

وأتغاوى

لأشعل قلب مغني البلوز


نسيت أن أخبرك بأنه جاء خصيصاً
ــ من لويزيانا ــ
ليغني لي أنا

أغنيته الشهيرة

Hello Dolly

هالو ماري؟

!Oups

كم أحب شعركِ الذهبيّ!

 

لو تعلم فقط ماذا حدث في اليوم التالي 

قرأت خبر وفاته في الصحف

قالوا بأنه توفي بجرعة زائدة من النشوة 

وبأنه ترك جميع أملاكه لامرأة أحبها لليلة واحدة

 

تصوّر!
أصبحتُ أملك بيته الفخم في جزر البهاماز

 

اليوم تذكرتك

عادت رائحة عطرك إلى الواجهة

حين ارتديت فستاني الأحمر
لأول مرة  منذ انفصالنا

كنتَ تفوح منه .../
منّي.



تعليقات