رأيت آلهة قديمة تذهب
مختارات من ترجمات عبود الجابري
استدراك
ديريك والكوت
مصاباً بالفصام
أحدهما نثرٌ مبتذلٌ، لكاتبٍ هزيل
لقد ربحت منفاي
وتسكّعتُ لأميالٍ
على هذا الشاطيء المقمر
مدبوغاً، محترقاً
لعلّي أستطيعُ الانسلاخ
من هذا الحبّ الشاسع
الذي هو حبُّ الذات
من أجلِ أن تغيّر لغتك
عليكَ أن تغيّر حياتك
وليس بمقدوري تقويم الأخطاء القديمة
فالأمواجُ، تعودُ متعبةً من الآفاق
والنوارس، تندبُ
بألسنتِها الصدئة
قواربَ متعفّنةً على الشاطيء
كما لو أنّها غيمةٌ
من المناقيرالسامّة
في( شارلوتفيل )
مرّةً ظننتُ
أنّ حبّ الوطن يكفي
والآن، حين قرّرتُ اختياره
لم أجد غرفةً في هذا الحضيض
أتحرّى جذورَ الأفكارالجميلة
مثل الكلاب
من أجل فُتاتِ الإحسان
مقترباً من منتصف العمر
جلدي المحترق
يتقشّر من يدي، كالورقة
، كالبصلِ الرقيق
مثل متاهةِ (بيير جينت)
ليسَ في قلبي شيءٌ
ولا حتّى الفزع من الموت
فأنا أعرف كثيراً من الموتى
تبدو شخوصُهم مألوفةً
حتى وإن اختلفت طرق موتهم
في النار
لايخشى اللّحم فوهةَ تنّور
صاعدةً من الأرض
أو أتوناً
منبعثاً من رماد الشمس
حتّى القمر المنجليُّ الداكن
الساطع
لم يعد يلوّن بالبياض ثانيةً
صفحة الشاطيء
مثل ورقة فارغة
غير مكترث
كما لو أنّه
يعيشُ حالاتٍ مختلفة
من الغضبِ العارم
شارلز سيميك
ينتظرنا كثيرٌ من الحزن
أيّها الأصدقاء
بدءاً من هذا اليوم
متشبّهين بأولئك الرجال
الذين يمدّون سلكاً
بين ناطحتي سحاب
ويمضون للسير عليه
يحملُ كلٌّ منهم مظلّةً مفتوحةً
قد تطوّح بها الريح
عندما يكونون
في منتصف الطريق تماماً
فتذهب، وتسلّي نفسها
بالسيرِ على الجدران
في طريقِها إلى الأرض
ونحنُ على الأرجح
ننسى صديقاً
يلوّحُ بذراعيه هناك
مثلَ فزّاعةٍ
في عاصفةٍ ترابيّة
أصلّي لأعدائي
جوي هارجو
ومنْ هُم أولئك، الّذين
فالعدوّ يجبُ أن يكون، جديراً بالاشتباك
أستديرُ صوب الشّمس
وأواصل مسيري
إنّه القلب من يطرحُ الأسئلة
وليسَ عقلي الغاضب
القلبٌ، هو ابن عمّ الشمس الأصغر
يرى ويعلمُ كلّ شيء
يسمعُ الصرير
كما لو انّه يصغي لدعاء
وحدهُ القلب
من يفتحُ البابَ إلى العقل
والعدو الذي يدخل
يغامر بمخاطرةِ، أن يصيرٍ صديقاً
وليام مارتن
لا تطلبْ من اطفالك، أن يكافحوا
من أجلِ حياةٍ استثنائية
قد يكونُ هذا الجهاد، مثيرًا للإعجاب
ساعدهم بدلاً من ذلك، في العثور على الدهشة
في آيات الحياة العادية
اشرحْ لهمْ
متعة تذوّق الطماطم، التفاح، والكمثرى
علّمهم كيف يبكون
عندما تموتُ الحيوانات الأليفةُ، والناس
أرِهمْ المتعة اللامتناهية
في لمسة اليد
دع البسيطَ، ينبضْ بالحياة، بالنسبة لهم
فالخارقُ، يستطيعُ العناية بنفسه
كارل ساندبرغ
(1) مطرقة
رأيت آلهةً قديمة تذهب
يوماً بعد يوم
وعاماً بعد عام
تتهاوى أصنام
وترتفع أصنام
،،،
اليوم
أنا أعبد المطرقة
(2) قبّعات
أيّتها القبّعات
أين تمضين ؟
وما الذي تحتَكِ ؟
على حافة جبهةِ ناطحة السحاب
نظرتُ إلى الأسفل
فرأيت القبّعات
، خمسون ألف قبعة
مكتظَّةٌ بجلبة النحل
والأغنام
والماشية
والشلالات
هادئةٌ
مع عشب البحر
وصمتِ مروج الذرة
، أيّتها القبّعات
هلا أخبرتِني مرّة
عن آمالك العالية؟
(3) قميص
قميصي هو علامةٌ ورمز
أكثر من غطاءٍ يَقيني أشَّعة الشمس والمطر
قميصي هو الإشارة
هو حكواتيُّ الأرواح
أستطيع أن أخلعَه وأمَزّقهُ
سيُصدر ذلك ضجيجاً جارحاً
ويقول الناس:
انظروا إليه، إنّه يمزق قميصه
أستطيع أن أبقى مرتدياً قميصي
أستطيع تعليقَه على عصا
والدورانَ حوله
والغناء مثل بعض الطيور
أستطيعُ النظر إليهِ ملء عيني
دون أي خوف
أستطيعُ أن أبقى مرتدياً قميصي
أوكتافيو باث
إيماءات
إنْ كنتِ فرساً من كهرمان
فأنا طريقُ الدم
فأنا من يشعلُ موقدَ الفجر
إن كنتِ حلول الليل
فأنا السنبلةُ التي تشتعلُ في خاطرك
إن كنتِ بزوغَ الصباح
فأنا زعقةُ الطائر الأولى
إن كنتِ سلّة برتقالٍ
فأنا سكّينُ الشمس
إن كنتِ المذبحَ الحجريَّ
فأنا اليدُ المدنّسة
إن كنتِ أرضاً نائمةً
فأنا العصا الخضراء
إنْ كنتِ وثبةَ الريح
فأنا النارُ الكامنة
إن كنتِ فمَ الماء
فأنا فم الطحالب
إن كنتِ غابةَ السحاب
فأنا الفأسُ التي تحطبُها
إن كنتِ المدينةَ المدنّسة
فأنا مطرُ التعميد
إن كنتِ الجبلَ الأصفرَ
فأنا الأذرع الحمرُ للأشنات
إن كنت شروق الشمس
فأنا طريقُ الدم
إيان هاملتون
صلاة
انظر ياسيّدي
وعقلي يومّ صافٍ
، هل كان ذلك صخبَ الافطار
في الطابق السفلي ؟
، فأنْ تأكل ثانيةً
يبدو ممكناً
- أن تتنفس ؟
، لاضيرَ ياربُّ
أعدُكَ أن أكونَ بخير
مايكل واسون
عدٌّ تنازليّ، كقبلاتٍ بطيئة
10 . جاثٍ على ركبتيَّ أبحثُ عن حيوانٍ وحيد: لقد تركتُ منكوباً، على حافّة االحقل
8. كل نفَسٍ، نحن نتحرّقُ إلى استنشاقه، وكأنَّه حربٌ خاسرةٌ ضد أرض الميعاد
7. هالاتٌ مهملةٌ: الضوءُ الذي تتذكَّره في رأسك - يتغذّى على ما يتمُّ طحنهُ بين الأسنان
6. أمريكا توضّح الأحلام التي تراودني كلَّ ليلة، فأعاود الحلم بها، وأنسبُها إلى الأسماء
5. بتلاتٌ مقلوبةٌ لشعبٍ مخذول، مثل أجنحة فراشةٍ ، مهترئة - نحن نصلّي
4. أدعو ألّا يسمعَ أحدٌ صلاتنا، على الإطلاق
3. عينٌ مضرّجةٌ بالدم : أخترقُ تفاحةَ حنجرتكِ المجعَّدة وأجدُ –
2. نفسي: صبيّاً بجانبِ صبيٍّ. هدبُ عينٍ سقط في قعرِ الوادي ، الذي تتهشّم فيه عظامنا -
1. لتُزهري . أنا أحدّق في وجهكِ الفاتنِ وأدخلُ: نعم ، نعم ، هذه الأمَّةُ ، تحتَ ظلِّ الله ، سماؤها سوداء، نعلّقُ عليها كوابيسَنا.
0. مادمتُ أنا حيوانك: ياحبيبتي - كُليني الآن حيّاً.
روبلي ويلسون
و.س.ميروين
شحاذون وملوك
في المساءِ يتمّ التخلّص
من جميعِ الساعات الزائدة
كي يجمعوها
، ويفتحوها
، عسى أنْ يجدوا الشمس
في كل واحدةٍ منها
، يطلقون عليها اسماً يليق بمتسوّلة
، ثم يخبرونها بالأغاني
بأنّها ستنفعُ خلالَ الليل
، غير أنَّ كلَّ امريءٍ منّا
لديه مملكةّ لأوجاعه
، ويتعذّر عليه العثور
عليها، مجتمعةً
، يبحرُ ليلَ نهار
بحثاً عنها
، مهمومةً ، دون أدنى شكّ
، عملُها غبيٌّ
، والوقت فيها
كما لوانَّه اصبعٌ
في عالمٍ بلا أيدي
إي.إي.كيمنجز
هل لي أن أشعر، قالت هي
هل لي أن ألمس، قال هو
كثيراً، قال هو
لمَ لا، قالت هي
دعينا نمضي، قال هو
ليس بعيداً جداً، قالت هي
مامعنى بعيد جداً، قال هو
حيث أنت الآن، قالت هي
هل لي أن أبقى، قال هو
بأي طريقة، قالت هي
بهذه الطريقة، قال هو
مادمت تقبلني، قالت هي
هل لي أن أتحرك، قال هو
إنّه الحب، قالت هي
إن لم تمانعي، قال هو
لكنك تقتلُ، قالت هي
إنّها الحياة، قال هو
لكنّ زوجتك، قالت هي
الآن، قال هو
آه ، قالت هي
ذروة الذروة، قال هو
لا تتوقّف ، قالت هي
أوووووه، قال هو
على مهلكَ، قالت هي
تعاليْ، قال هو
إممممم، قالت هي
أنتِ إلهي ، قال هو
أنتَ لي ، قالت هي
ستيفن سبندر
سقوط مدينة
ومنشورات الشوارع
، مشوَّهةٌ
يجرفُ المطر نثارَها
، كلماتُهم تمحوها الدموع
وجلودُهم تتقشَّرُ عن أجسادهم
في ذروةِ الإعصار
، أسماء الأبطال جميعاً في القاعة
حيث تدوّي الأقدام
والحناجر النحاسيّةُ تزمجر
، (فوكس) و( لوركا )
التاريخ الذي يطرّزُ الجدران
يحذفان بغضب
او يذرُّ رمادهما بخنوع
يستبعدان من الثناءِ الذهبيّ
، الشاراتُ والأوسمة
تخلعُ عن أيديهم
وياقاتهم المذهَّبة
، ثمَّ يقذف بها بعيدا
في أكياسٍ بشريّةٍ كانوا يرتدونها
او في طبقةٍ عميقةٍ من العقل
يُغسلان بابتسامةٍ
تغزو ملامح المنتصرين
، لم نكن ندركُ معنى الدروس
التي تعلَّمناها
، الفتيان الذين تعلَّموا القراءة
اصيبوا بالعمى
و عيونهم تسكنُ فيلماً مهجوراً
بينما الفلّاح يعاودُ غناءه المتعثّر
و يتبعُ نهيقَ الحمار
، هؤلاء يتذكرون كيف ينسون وحسب
لكن هناك من الكلماتِ
مايطبعُ في مكانٍ ما
على الباب العالي للجمجمة
وبعض زوايا العين المجعدة
، ذاكرة رجل عجوز
تقفز إلى طفلٍ
كما لو انَّها شرارةٌ
من أيّام التوهّج
فيدّخرُها الطفل
مثلما يدَّخرُ لعبةً مريرة
روجر روبنسون
فردوس محمول
وعندما أتحدّثُ عن الفردوس
سأتذكّر جدّتي حينما أوصتْني
كي لايعرف الطريق اليه
أحدٌ سواي
فيسطو عليه - قالت -
وعندما تضعكَ الحياة
تحتَ همومها
تحسّس حوافهُ في جيبك
تنشّق عطره الصنوبريّ في منديلك
وهمهمةَ نشيده في أنفاسك
وإنْ عاودتكَ الهموم بشكلٍ يومي
فامضِ إلى غرفةٍ فارغة
سواء أكانت فندقاً
، نُزلاً
أم كوخاً
واجلب مصباحاً
ثم افرغ فردوسكَ على طاولة :
الرمال البيضاء
، التلال الخضراء
والأسماك الطازجة
وأضىء المصباح عليها
كالأمل الطازج في الصباح
، ثمّ واصل التحديق فيه
ريثما تنام
ويليام ستافورد
كما هوَ
هناكَ خيطٌ تتبعُه
خيطٌ يتغلغلُ وسط تغيّر الأشياء
الناس يتساءلون عما تسعى إليه
وعليك أن تفصح عن أمرِ الخيط
لكنَّ من العسير على الآخرين
أن يروا
أنّك قد تضيعه في غمرة إمساكه
الكوارث تحدث
يتألم الناس أو يموتون
وأنت تعاني
أو تتقدّم في السن
ولا شيء مما تفعله
يمكن أن يوقف تسارع الزمن
وليس بوسعك أبداً
أن تتخلّى عن ذلك الخيط
بيل نوت
(من قصائد ناعومي)
أنا رجلٌ وحيدٌ
أصلّي لركبتين من حرير
وأنتزعُ نفسي من بين أسناني
لأعرقلَ خطوات الموتى
كي يدركوا الراحة
قبلَ الأحياء
، أنا رجلٌ وحيدٌ
أطوي يدي حول جسدِكِ
أتحسّسُ اختلاجاتِ
الأرض السريّة
أتنفّس نبضك (نعومي )
، ودائماَ
أنا رجلٌ وحيدٌ
طوال الليل
أملأ يديّ بشعركِ الداكن
وأهديهِ لتضاريس وجهك
، أنا رجلٌ واحد
يدور وحيداً في الليل
كما لو أنّه منارةٌ من الرماد
أندريا كوهين
تعليقات
إرسال تعليق