القائمة الرئيسية

الصفحات

حاج القيامة / مختارات من شعر محمد علي شمس الدين

 

حاج القيامة 

مختارات من شعر محمد علي شمس الدين


مختارت من شعر محمد علي شمس الدين - بيت النص



سيرة الذي رأى
( حلم)


أقبلت من جهة هنالك غير واضحة
واذهب نحوها متأبطا عدمي
جسدي
وخمس حقائب اخرى
كهذا القلب
والعينين
والشفتين
وبعض مراكب لتقلني ليلا الى جهة مقابلة من النهر العظيم
سمعت في ليل الرحيل المستحيل كأنّ مطرقة تدق الباب
قمت فتحت كان الله خلف الباب.......
- اهلا هل أتيت؟ وقد مضى زمن وكنتُ على شفير الموت منتظرا
وأنت تكاد
أقرب ما تكون
وأنت أكثر ما تكون تمنعا
ضدان
كنت ممزقا
واموت من المي
ألقى على جسدي يد الرحمن
وافترع السكينة في دمي
ومضى
فمضيت أقطع لجة الأمواج
والنهر العظيم يموج من فرط الغواية عاليا
وأروح اضرب بالمجاذيف الضباب
وكان ثمة فوق وجه الماء
وجه الله

31.7.2022


العشّاق

 
كان المساء ملطّخا بالريح
والمتسللون الى العشاء ثلاثة وحمامتان ومقعد خاو تربع فيه قط الليل ينظر تارة نحو الحمام وتارة نحو المدى المرخيّ في شباكه
جلس (الفتى/ الينبوع) في كرسيه تعبأ وأطلق زفرة حمراء...... " ما أقسى الحياة وأتعس اىعشّاق"..... هل خمرٌ؟
وفي كأسيكما تعبٌ.؟........
وعلى الأريكة كانت امرأة تسمّى "الليل"
نصف جمالها حمّى
ونصفٌ أبيض القسمات ملتبسٌ
فمن رسم الخطوط على مفارق كفّها؟
لكأنما الأيام تخدش بالأظافر وجهها الفضيّ
فوق الماء تجرفها مياه النبع عند تدفّق الأمطارْ
سُكِبَ النبيذُ على الرصيف
ولم يكن خمر ليشربه الندامى في المساء
ولم يكن خبزٌ
ولا أحدٌ على كرسيّه
لبس (الفتى /الينبوع) معطفه وكان مبلّلا ومضى
وتناثرتْ خصلات ذاك الليل عند مفارق الأشجار ْ


هنا/ هناك

 
عليك أن تغادر المكان
عليك أن تغادر الذين طالما ألفتهم
كرسيك الذي جلست فيه
مهد أمك التي رأتك فيه مثل نجمة الزمان
ونسرك الذي تحب أن تكون مثله
وكلبك الذي تحب أن تدعوه "بيدبا"
وعندليب حزنك المقيم فوق أيكه
ونهد طفلة أحببتها
يكاد أن يفر من قميصها
كحبة المرجان
عليك أن تغادر الفصول
أن يدوس نعلك الردى
وما غرست من ورودك التي سميتها على اسم فلة الربيع
شوكة الخريف
أو شقائق النعمان
عليك أن تذوب في المدى
كنقطة الدخان
وأن تغيب في البحار. لاصدى
ولا تعود
17.8.2022


رواية أخرى للطوفان

ألقيت مرساتي على جبل
ورأيت في الطوفان طوفانا
عيناكِ فوق الموج أشرعة
ويداكِ مأوانا ومرسانا
لا "نوح" أبصر ما أشاهده
أو فلكه علمت برؤيانا
وطيوره جنت غداة رأت
ما ليس يدرك في مرايانا
أفكان يلزم كي تعانقنا
أجسادنا أولى خطايانا؟
قالوا ولست بجاهل خبرا
ان الذي بالماء أحيانا
صنع السفينة من تلهفنا
للماء حتى كان ما كانا
فرمى فأوقع كل جارحة
ماكان عما كان أغنانا
15.4.2022


الجسد الموقوف

نامي
رتّبتُ سريركِ من شجر
لم ينبت في الأرض
ولا عرفته الأنهار
ولا الغابات
سريركِ من أغصان زرقاء
تميل اذا نفثت قصبات الماء مراثيها
أو أورق فيها ما يشبه مروحة
وعصافير اشتعلتْ في موشور الضوء الساقط فوق سريركِ
أنتِ اذنْ مستلقية
بيضاءُ
وسوداءُ
وعارية
كالموت ِ
وكان العالم ينظر من كوّته
نحو سريركِ
نحو الجسد المستلقي بين العتمة والضوء
كما استلقت صحراءُ على أضلاع الرمل ونامت
يتنفس نهداها في الليل
ويسمع صوت حفيف الريح على أعضاء أنوثتها
نامي
هل يقدر أي الهٍ أن يوقظ ما رسمته القدرة في ما مرّ من السنوات
وما حطّتْ ريشته الأولى من نقط سوداء على النهدين
وتحت السُرّة
فوق الساقين
وما أوغل في غابات الرحمة من نار خضراء وقاسية؟
يا نار اذنْ كوني هادئة
وسلاما
كوني ماشئتِ
فها جسدي
أوغل في الصحراء
وألقى في التيه عصا الترحال
ونام على عتبات أنوثتكِ الموقوفة
من
أوّل سطر
في الرؤيا
حتى
آخر
سطر
في
التكوين


حاج القيامة
(إن حاج القيامة لا يعود إلى بيته)


ماذا؟. أيعرف "عبد الله" منزله
ان عاد من حجه حرا ومكتملا؟
اني رأيت دما في قرية سلكت.
ما بين "مكة" والوادي له سبلا
أصفى من الماء لكن سهلها جبل
والسهل يصعب ان سميته جبلا
وما بكاؤك؟ لا عاشوا ولا دفنوا
كحامل الريح محمولا بما حملا
فاقذف جمارك في أعلى مواقدهم
فأجمل العشق ما يحيي وان قتلا



التبس الكلام

ورأيت فوق السنديان الأخضر العصفور يضحك والحمام ينوح فالتبس الكلام على المغني
لم يبق ليل كي يمد بصوته ( ي.... ي.. يا ليل) وانكسر الاناء على المساء
من اين يبتدئ الغناء من البكاء ام السماء
وعلام لم تبرح تواجهنا كسور المزهرية
صبي اذن كاسين وانتظري جنوني
ساصب نخبا في التراب واسكب الثاتي عليا
واظل اصهل في براري الموت : لم ابرح ولم يبرح صبيا
واظل انزع في الدم العالي عيوني
فامكث هناك ولا تعد في الصوت ان الصوت محمول هتالك فى صحارى لم يعد فيها نبي او كتاب
موتى يجرون الحياة كما تجر ذبابة الراعي القطيع لحتفه
والفل اسود كالغراب
أسئمت هذا المشهد البدوي ام ان البتفسج لم يعد يكفي ليرتق ما تفسخ من نسيج الارض / فامكث في السحاب ولا تعد
سإراك اجمل ما تكون اذا ابتعدت وان تظل بخاطر الارض الغياب
والارض اجمل ما تكون اذا تلفعت الضباب
صلى عليك الناي والمرعى وكبر في تهجده التراب
أوصيك يا ذهب الحديقة بالتراب


عرش النار


فجأة شبّ هذا الحريق
كانت النار نائمة في عروق الشجر
مثل طفل من الوحش يحبو وأخضرْ
كانت النار أنقى من الماء في صمته
في القرار السحيق من الصخر
في لحمه
في التراب
كانت النار أصل العذاب
والهواء العليل سعى حولها خاشعا
يرقصون اذا أوقدوها
ويلقون أجسادهم في لظاها
في اللهيب الذي قدسوه طويلا
لم يكن في المرايا سواها
سوى النار
والنار أم البدايات
أعلى قليلا من الأرض
أعلى
ومن تحتها
عرشها في الدخان



عودة عزالدين القسام الى الضواحي
(حلم)

أحيانا في غسق الليل وبعد هبوط القمر الفارغ
وسقوط ملائكة الرحمن وجمهرة القديسين
أتجول محتشدا بالشعر وأمراضي
يستوقفني الحرس الملكي فأسأل عن اسمي
_. من أنت
_أنا القسام....
( يتقدم جندي ويسر بأذن مرافقه. " هذا بطل وهمي من أبطال القصص الشعبية")
_من أين أتيت
_من أفواه بنادقكم
_ لكن بنادقنا مختومة
_بين الزناد وبين أصابعكم زمن ضائع
يتسلل منه التوابون
_حسنا... ماذا خبأت بجلدك
_أمراضي
_أعلن مرضين
_أنتم وهوى الوطن الجارح
_ هل تضحك أحيانا في السر
_ أبكي
_لكنك ممنوع أن تضحك أو تبكي
ممنوع أن تتجول
"( سجل : بلغت.)
( ختم التحقيق)
.....
....... لكني أتجول في الوطن الممنوع من التجوال
أتصادم في حلبات الرقص بحشرجة الانسان
أتصادم بالجثث المنسية في النسيان
أتصادم بالعشب الممهور بأختام الموتى
بالموتى الممهورين بأحذية السلطان
يأتي الأمراء ويقترعون على قتلي
يأتي الفقراء ويجتمعون على قتلي
يأتي التجار ويقتسمون بقية أشلائي
وتدور الحرب أنا البطلان كأنهما الجبلان
وأنا الجثث الساحات القتلى الأسلاب
يتدلى الرأس وتنطفئ العينان
من يقتل في الساحة من
من في الساحة يقتل من


سقوط "اورفيوس"
(الى الخليل بن أحمد الفراهيدي)


من ذا رأى وشم السلالة في يدي؟
من ذا رأى اثر السيوف وما فعلته أرحام تناهت في زمان ليس يعرف من انا؟
من اي منحدر الينابيع الخفية جئت مستترا ومنتشرا كعرق شجيرة الرمان عرق اللوبياءوعرق سطر الماء ساقية بلا مجرى كاحصنة معلقة على صهواتها الفرسان تسبح في هواء غير ذي وزن وقافية كما لو انها سقطت وافرغ جسمها من قلبها المشغول من ذهب ومن طرب وهل صدح المغني كي يقول قصيدة خرساء والشعراء هل كتبوا كسور الناي واقتربوا من اللاشيء في الأشياء من فوضى الخليقة وازدحام اصابع الموتى بلاسبب على الأبواب من ذا يطرق الأبواب؟ هل عادوا وهل رحلوا؟ وكيف يدور هذا الكوكب الدري كيف يدور صاحبه وصاحبه وصاحبه بلا سبب وموسيقى؟
وهل فلك وما أدراك عند تناطح الافلاك اي قرونها كسرت؟
كأن قصيدة منظومة الأوزان هندسها وركبها هنالك من لدى الشعرى الى الميزان خالقها؟
اذن سيكون فاحترسوا
خراب يخلع الألباب
فاحترسوا
27.7.2022


الحملة الاخيرة
 
حددت زاوية الزمان واينعت قصبات ناري..
اني سأشعل هذه الصحراء في ايلول أشعل قلبها المشغول من كبريتها
من مائها المعصور من دمع الثواكل
ما تخثر من دم الاشجار من لحم الجزيرة من عظام طيورها مابين جاريتين في المتوسط القاني
وأشعل موجه المنداح والسفن الغريبة والقراصنة الذين تدافعوا في البحر. من ريح الصليبيين تدفعهم وترميهم مراكبهم على أسوار عكا
حسنا
ساجمع من تبقى من صغار القدس حول المسجد الأقصى وبعض نساء قانا والجليل والف محارب ممن وراء النهر
اجمع من تخلف عن موائد عصبة الطاغوت من نصروا الحسين ومن جرى دمه غزيرا فوق غزة هاشم وجرى عليلا
وأقيم عرسي في الجليل على التلال وفي القرى
نارا مؤججة تلامس ما تجمع في السماء من النجوم لكي ترى
ويكون سرحي في النهار وبعده
سرحا طويلا
13.8.2022


عدت... فانتظروا

..
واني عدت فانتظروا
وها عدتم
ولكن لم أكن معكم
كنهر في شتاء الله ينحدر
يوافيني ويستتر
افتش عنكم الصحراء هل سارت بكم قدمٌ
وجمّتها سيوف الريح حتى لم يعد أثر؟
واسأل عنكم الصخر الذي لمسته في الوادي أياديكم
فأذعن وهو يعتذر
واسال وهو في ترحاله المحموم نحو البحر
هل شربتكم الأشجار وانعقدت بكم ثمرا؟
وهل انتم هو الثمر؟
وهل صرتم ظلالا في هجير الشمس مالت وهي تحتضر؟ وهل شربتكم الظلمات فوق شوارع المدن التي شغرت ولا نجم ولاقمر؟
وهل سرتم على هذي الرمال الحرة الصفراء وارتسمت
خطاكم... ثم كالا طلال دمرها
هبوب تزاحم الأيامِ..... ها اني أناديكم
وانتظرُ
وها اني كشخص لا يراه سوى الذي بالغيب يأتزر
وتعرفه السلالة من أقاصي ميمها(المهدي) في آياته الاولى
الى "دال" الدم الجاري على الطرقات لاماء ولا مطر
واني جئت.. فانتظروا
واني جئت فانتظروا
20.7.2022


قد يعجبك ايضا

تعليقات