مخزن الغبار
محمد آدم
أريد أن أمد ذراعي لألتقط حجر السماء أن أنام وعيناى مفتوحتان على هضبة الأفق أن أحلم وأنا أقطف النجوم وسلاسل السحب التي تتراكم فوق ذوائب الجبال والنخل أن أضحك وأنا أطارد أسراب المذنبات والنمل أن أخرج من منزلي وأنا احمل فوق رأسي خمرا أن أقف على ناصية الشارع وأنا أصرخ صباح الخير يا أبناء الأفاعي هاأنذا أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه !! أريد أن أنتقل من قارة إلى قارة وكما ينتقل العبير من فأرة المسك إلى فأرة المسك أريد أن أتسلق جبال الضوء الراسخة كما يتسلق رجل بمفرده صواري السفن وقيعان المحيطات أريد أن أضع في يدي مشكاة وأنا أتنقل من ظلمة إلى ظلمة أريد أن أقبل جسد محبوبتى التي تغط في النوم تحت شجرة سنط عارية كما أقبل فراشة ضالة أو يأتها المخاض إلى جذع النخل فتموت ضحكا لا غرقا أريد أن أضع نحلة من الجنون و النرجسات بين نهديها التاريخيين فأسمعها تشهق من فرط الرغبة أو تصرخ من قسوة الألم أريد أن أنظر إلى سرة امرأة باذخة بخشوع قياصرة وحنانات قادة جيوش كأنها أهراء غلال وربيع بترسانات أريد أن أتغطى بشراشفها الملونة عندما تتركني السماء عاريا ووحيدا ضالا وغارقا على الرصيف أريد أن أشرب من ضحكات امرأة محبوكة فوق جسدي بصولجاناتها التي ترن في الفضاء الغويط حتى تفسد قواعد اللغة و تنهدم قواعد الجغرافيا وأسس التاريخ ويظهر أثر البلاغة الجسدية حتى على الحجر نفسه ويبدأ خلل في السيمفونيات والموسيقى !! أريد إلها بلا سماسرة أو حتى مغفرة واحدة أريد أرضا بلا أسلاك شائكة أو حتى جوازات سفر وطنا بحجم الهواء والضوء أريد دساتير بلا قانون عقوبات أو سجون أو معتقلات بلا بذلات عسكرية أو إشارات مرور أريد قادة بلا خطط خمسيه أو سباعية أو حتى كولوخوزات أريد سفنا شراعية تنقل الضوء إلى السماء بدلا من صلواتنا الاصطناعية التي تشبه المجاعات والقمل وأنابيب الروث الجاف وصحراء الربع الخالي وعلى صارياتها المقهقهة دائما ما يصفّر الهواء في الليل وترقص النوارس فى الفجر و تضج السماء بالضحك في النهار !! أريد أن أرى الله جهرة لا من وراء حجاب وهو يجلس معي على الأرصفة أو على كرسيه الذي يسع السموات والأرض ويشاركني كسرات خبزي الجافة وأحلامي المحروقة وخوفي الممض من الجحيم ذاته وزبانية العقاب هؤلاء الذين تمتلئ بهم كتبه المقدسة ويقفون على حافة السماء بالحراب المسننة والمسامير وآلات العقاب التي تقطر بالدم لم لا تعزف السماء سيمفونية الرغبة لم لا يخرج كل هؤلاء الموتى من قبورهم المبعثرة ليقولوا لنا أي شيء أي شيء عن الجنة المنتظرة والجحيم المنقعر !! لم لا تسقط كل هذه النجوم في حجري وتنام على طاولاتي فيما أقدم لها المن والسلوى أريد أن ينام الله إلى جواري وعلى نفس المصعد الذي يحملني من طابق إلى طابق على مخدتي المصنوعة من الحصى والشوك ومثل كل أطفال اللعب الكهربائية لكي يجرب مرارة الفقد لمرة واحدة في حياته الطويلة الخرفة بدلا من أن يزعجنا بكوابيسه التالفة وهراواته الغليظة ومنجنيقاته إلى الظلام أيها العالم المتلاشي إلى الظلمة الغاوية أيتها السموات والأرض لم لا تسهر كل هذه الكلاب السعرانة إلا على أرض روحي الجريحة هل هذا هو الجحيم حقا أنا طائر أسير أبص من القفص الصدري الذي حبسوني فيه فأرى الأنهار فارغة والسحب جافة والأقمار مفقوءة العينين أرى الشموس كرات من الثلج والدم أرى الليل بحارا وأعمى أرى النهار ضريرا وفى يده عكاز وعلى كتفيه تتسول الحضارات ويبول التاريخ من مؤخرته السحب أغنيات بثلاثة أرجل ونصف فم والكواكب حبات كركم ونباتات فاصوليا المجرات صهوات جواد ميت ومنحنيات الظل دموع من حجارة وقواميس كهربائية أبول بضجر و حميمية على الاقتصاد الكوني السريع والقوات متعددة الجنسية ونهاية التاريخ لفوكوياما التعيس أنظر إلى القارات الخمس لأعرف ماذا صنعت خارطة الطريق بكل هؤلاء كتائب جنكيز خان وهولاكو صرخات طارق بن زياد الأخيرة وأنف كليوباترا كتائب الردة وكتائب الرب المقدسة وغير المقدسة كذلك أنا لا أعرف ماذا أصنع بكل أنبياء العهد القديم هؤلاء هل أكنسهم بالمكانس أم أضعهم في غرف الغاز والفحم وأطوح بهم إلى المستنقعات ؟! القراصنة أخوتي والمصلوبون فوق أعواد المشانق رفاق دربي والمنسيون في الزنازين وكتب التاريخ وشواطئ الجغرافيا كلهم كلهم أصدقائي المنسيون على طاولة مقهى في حارة ضيقة على ناصية الريح !! في رأسي مستعمرات نائية و بها أخاديد أحلامي أعبئوها في علب كبريت نقالة وأسرّبها إلى اللا شئ في مكوك فضائي خارج الزمن لتقيم بمفردها هناك على حافة الثقوب السوداء بلا ضغينة واحدة أو حتى خيانات من بين أوردتي ينبع نهر الكريستال العظيم وأغاني الرعاة الفضفاضة على طاولتي ينام الرخام والزمن – جنبا إلى جنب - بحوافره الخشبية وكافة دواليبه وعرباته الخشبية المصكوكة بالأشباح والديمقراطيات المخوخة واللسانيات والحروب العرقية والورقية وكافة الأنبياء الكذبة وديكتاتورية الأعراب ووكالات الأنباء أجمع الشرق والغرب في قنينة واحدة وأظل أشربهما من الصباح وحتى المساء ودون أن يرف لي جفن وفى آخر الأمر أحقنهما بالأمصال و اللقاحات اللقاحات الواقية من الإيدز وإنفلونزا الطيور من إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا البهائم من إنفلونزا القطط وإنفلونزا الكلاب من إنفلونزا الحمير وإنفلونزا الفئران من الإنفلونزا الآسيوية والإنفلونزا الإفريقية من إنفلونزا سوق المناخ وإنفلونزا برجى التجارة من إنفلونزا 11سبتمبر وإنفلونزا طالبان من إنفلونزا صدام حسين وانفلونزا نورييجا من انفلونزا ماركس وانفلونزا آدم سميث من إنفلونزا كاسترو وستالين وانفلونزا ريجان ومونيكا من إنفلونزا بوش الآب وبوش الآبن وانفلونزا الروح القدس من إنفلونزا الحاخامات وانفلونزا القساوسة من إنفلونزا الشيوخ والفقهاء وانفلونزا هتلر من انفلونزا موسولينى وانفلونزا اسبينوزا من انفلونزا هيجل وانفلونزا بابا روما من انفلونزا الحجاج بن يوسف الثقفى وإنفلونزا الهولوكست إلى آخر الاقتراحات الإنفلونزية التاريخية إلى أن ينتهي العالم على مؤخرة أمريكا العاهرة اللبؤة قدماى في فمي و روحي سوف أغرفها بالملاعق والسكاكين عيناى في حذائي أنا طائر أسير أبص من القفص الصدري الذي حبسوني فيه فأرى العالم فأرة بثلاثة نوافذ وأربعة شبابيك ماذا أفعل أنا بكل هذا الليل أنا مربوط على بوابة الجحيم بحبل من مسدٍ وكلابات !!
تعليقات
إرسال تعليق