وداع
نورا عثمان
حبيبي بكى،
وأنا كنتُ قاسيةً في الوداعِ...
لماذا التهمتُ المحبّةَ مثل الضباعِ؟
لماذا تخيّلتُهُ غارقًا في الدماءِ ورائي، ولم ألتفتْ؟
حبيبي -وإن صارَ يَكرهني- ليس يفهمُ.
أيضًا أنا لستُ أفهمُ.
ما الحبُّ؟
هل كانَ زحفًا بطيئًا إلى الموتِ؟
أم كان نهرًا وجفَّ، فهل جوهرُ الحبِّ ماءْ؟!
ظمئتُ طويلاً لهُ،
أَينَعَتْ باِسمِهِ أرضُ روحي،
وحين تولى، رأيتُ بساتينها الراسخاتِ مُعلّقةً في الهواءْ!
"أفكّرُ في قتلِ نفسي مرارًا"
إذا قالها طائرٌ، هل يحقِّقُها أم يرى أملاً غامضًا في الفضاءْ؟
لأنيَ قبَّلتُهُ في الفراقِ بكى،
ظلَّ يغرزُ أسنانَهُ في شفاهي
ويأسرُني بذراعيهِ حولي.
ولكنّني قلتُ:
يا صاحبي، ليس يُجدي.
تأخرتَ،
فانظر وراءَكَ ما شئتَ...
أما أنا
فوداعًا"
ولم ألتفتْ مرّةً للوراءْ
أتى زمنٌ موحشٌ
وأتى الشوقُ ذئبًا يحبُّ التهامَ الضحايا.
فما الحبُّ، إن كانَ يأكلُ أكبادَنا في النهايةِ،
يُسلِمُنا دمعةً دمعةً للفناءْ؟
بكيتُ.
بكيتُ أخيرًا
تعليقات
إرسال تعليق