مواسم
هنادي زرقة
كان سريري ضيقاً،
لذا حين أنام في سرير واسع فإنني أختار طرف السرير وأحاول أن أبقى في حيز صغير...
في المدن الضيقة تحلم كثيراً،
حين منحوني مدينة كبيرة وشوارع فسيحة توقفت عن الأحلام...
في قريتي الصغيرة اعتدت أن أتناول الفواكه حسب المواسم،
هنا، المواسم كلها أمامك ولا فواكه طازجة،
في تلك المدينة البعيدة لم تكن بي حاجة لمعرفة أحوال الطقس على غوغل، كنت أعرف أن هناك موسماً لخروج الثياب الصيفية من الخزانة،
هنا تختلط علي الفصول في يوم واحد،
تقول لي: أنت ثنائية قطب، أضحك من الفكرة،
تارة تحبينني وأخرى تشتمينني،
لكنك لا تعرف أنني
أخفي عنك فكرتي عن نفسي.
في الواقع لقد جعلت هذه المدينة مني متعددة الأقطاب .
لنعد الآن إلى الواقع: كيف سأبدأ نهاري معك؟
وماذا سأرتدي؟
وأي فاكهة أختار؟
وأي حزن سوف ينصب الفخ لصباحي؟
تعليقات
إرسال تعليق