لتلك الخدود التي تضاهي السماء
جاءَ مع المطر ..
مثلَ غابةٍ خفيفة ..
أسوارها من قصب ٍ وبريقٍ صامت ..
يتحدث بصوتٍ خفيض ..
عن شجرٍ وموسيقا رافقت مياه النبع ..
حتى بيوت الفلاحين ,
وحتى كلماتٍ جرفها السيل ولون الحنطة ..
قبلَ أن توضع في كتاب ..
أفكاره تسقط على الأرض ..
مثلَ بتلاتِ زهرٍ بالكاد ألمسها ..
يصير خيالي زورقاً أو بحراً لاتكذب زرقته ..
قالَ لنا هذا العالمُ جميل ..
بينما طائرٌ فضيّ يرتجفُ في الخارج ..
لتفتح له الريحُ الباب ..
ليلتحم مع صوتها ويأخذ بلاده إلى باريس ..
حيثُ على سطح الميتم كوكو شانيل تنامُ مع رائحته ..
تستعدُّ بعينين مغمضتين أن تطيرَ ..
بعدَ أن لمحوا نجمةً وقارورة عطرٍ فارغة على سريرها ..
قالَ لدموعه أن تبقى بعيداً ..
لتحرس المراكب والغيوم التي لم تسافر معه ..
ولقدميه أن تغرس اللون الأزرق لأيام الجوع القادمة ..
بنى جسراً لهشاشته ..
لتمر القبلات دونَ أن تتلوّث أو تموت ..
وليحذر صلابة التراب ..
أسرعَ الخطى وتركَ حياته القديمة ...
كتاباً مفتوحاً على النافذة ..
مثلَ جسدٍ قرويٍّ يحتاج للشمس والقمح ..
أريدُ أن أهربَ معكَ ..
تقولُ له الوردةُ :
بتوسّلِ قيّدٍ في عينِ إفريقية ٍ ..
وهي تُخيّر بكوخٍ من الثلج ..
أو بإسمٍ من القش ..
جذرها في لحم غزالٍ قطفَ الألم ُ كلَ خياله ..
وتركها نضرة مثل الإنتظار ..
مثلَ صوتٍ قديم جفَّ على الأرصفة ..
ثمَ أفشى سرَّ الرحلةِ لخطواتٍ بين الريح ..
ترفعُ صداها بدمعة ثم تختفي كتلويحةٍ تذوبُ في الغبار ..
الطريقٌ خائفٌ دونَ أصابع العازفة..
وأنا تركتُ زوّادتي لصخرةٍ جائعة ..
لعشبٍ يحبُ الغناءَ في الهواء الطلق ..
والآن أشتهي جمرَ يديك خلفَ الحدود..
بينَ خيامٍ تسهر مع البرد ..
وتحلمُ بمروجٍ ليلكية وصنوبر عينيه نحو السماء ..
أرتجفُ وحياتي على ظهر عصفورٍ يحملها عني ..
حتى أكمل حياكةَ قصةٍ دافئة للجبل ..
أرتجفُ والنارُ قريبةٌ من عشبٍ يغطي صوتكَ في حقيبتي..
من حقلِ عدسٍ تحتَ ثوبي ...
و تلة ٍ تسندُ عيني وترمي خوفي بعيداً بين الصخور ..
أحتاجها لأبعثَ لكَ ألف فراشةٍ في رسالة ..
ليضيء اسمكَ مثلَ لون الكرز على فمِ قبلةٍ بعيدة ..
تناديكَ :فلا يهم إن كانت الجهة تحملُ عكازاً ...
أو صوتكَ يُثلج ..
اسمكِ تعودُ معه شجرة التوت البيضاء إلى البيت ..
حيثُ على العتبة أطفالها الطيور مع قصةٍ طويلة ..
عن " الفراشة التي قتلت الوحش "
عن " آسو " بائع الكمنجات و أصابعَ لا تذبل ..
عن فتاة ٍ أحلامها بينَ يديها ..
تطلبُ حقلاً موسيقياً قريباً من بيوتهم ..
تبذرُ فيه صوت بلادها ..
تطلبُ خياماً صديقة لصوت الرصاص والمطر ..
ثمَ خطوةٌ بيضاء لجدتها ..
وناياً من قصب السكر ..
تعليقات
إرسال تعليق