القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الموضوعات [LastPost]

مختارات من ديوان الموتى لا يستهلكون / وليد الخشاب

 

مختارات من ديوان الموتى لا يستهلكون

وليد الخشاب

 

الموتى لا يستهلكون - وليد الخشاب - بيت النص



[ قصائدُ الليلِ

تذوبُ في الصباحِ

مثلَ الوعد

والمكتوب

وأحلام الحداثة

وعناوين الصحف

 

قصائد الليل

مثلُ بيضةِ القاموسِ

تفقسُ ألفاظاً مُوَلَدَة

في الطريقِ لفردوس المَعْنى]

 

 


 

الإنسانُ الحجري

مَلَكَ المَسَافَةَ وهَلَك

من تكرار الوقت

 

الإنسانُ الوسيط

قَبَضَ على الكلمةِ فَطَوَقَته

ومات في ثبات الدقائق البسيط

 

الإنسان البخاري

أمسَكَ بالماء في اليمنى

وفي اليسرى بالحديد

لكِنَ الهواءَ ثَبَتَه في الأرض

 

الإنسان الكهربي

ذلك المُنْتَج الحداثي المدهش

مُغَلَفٌ بالجلد الطبيعي

وبالقماش السنتيتيكي

مُتاحُ لبطاقات الائتمان

وللتقسيط

بشرط أن يحصل على ختم الجودة

 

*

 

الإنسانُ الفيزيقي هاجمَ الإنسانَ الروحي

أمامَ 126 ش التحرير

فأنقذه الناس

لأن طلوع روحه إلى السماء

يعني  سقوطَ جسدِ الربِ على البلكونات

التي لا حيلةَ لها في حَرِ الصيف

مما قد يمنعُ الهواءَ عن المُصْطافين المؤمنين

بينما انتصارُ المادة

يُنذِرُ بخرابِ الذمم

مما يؤكدُ أهميةَ مضاعفةِ الكتاتيب

المُزَوَدة بالهراوات والواقيات الذكرية

 

*

 

الإنسانُ الأفقي

رفعَ رأسَه ووقف ينظر للسماء

 

أيها الأرضيُ المُنْكَب

اترك أمبيريقيتك

وانتصب كإله

لِتَرُصَ الإنسَ على شاكلتك

بين السحاب والأثير

لكن لا تَنْسَ حين تنظرُ للأرض ثانيةً

أن تَفرِشَ روحَكَ على الأديم

كي لا تتعَفَنَ بالميتافيزيقا

من طولِ وقوفكَ رأسياً

كَوسيطٍ بين الحمام والنعام

 

ما أعلى شعرك وما أسفل قدميك !

 

*

 

تُنادي الثريا وتبتسم

تَنظُرُ دائماً إلى أعلى

جدُكَ عبدَ الشمسَ

وأنت وُلِدتَ على الفطرة

تَثْغو كَجَديِ الأَهِلَةِ الرَعَوية

مُمَجِداً وَمْضَةَ المصباح

إذا ما أَذَنّ المؤذن

 

*

 

إنسان الكتشب

تَعَامَدَ على محوَر التلفزيون

 

بَشَرٌ شُعُورُهُم صفراء

وأحاسيسهم جميلة

يَتَحابون في ناطحات سحاب زجاجية

بينما عدَادُ الرفاهية

يُسَجِلُ عليهم السعادة

بموجب وحدات الصلصة التي يستهلكونها

 

كلُ شيْءٍ يُمْكِنُ تَحويلَه إلى أرقام

إلا الحب

لا يُقَاس إلا بالكتشب

 

*

 

مذكورة:

فوقَ خَطِ السُرَة

اصنَعْ ما شِئتَ

فَقَد غَفَرتُ لك

 

*

 

النظائرُ المُشِعَةُ أرواحٌ مادية

اِنْشَطَرَ عنها ثِقَلُها

فَحَلَقَت في الهواء كَنُرٍ ملحمي

له ملمس اللحم

 

الأرواح لحوم أبجدية

يتهجاها الجسد في مادية الزمن

قبل أن تصير فكرة

في برنامج جيني جَمْعي

 

الأرواح وراثية

أما الإشعاع فتجريبي

 

الإنسان نفسه

لا هذا ولا ذاك

 

فَتِش عن ذاكرة اللحم

 

*

 

تَحَرَكْ ما شِئتَ

الكاميرا ستُثَبِت روحك

بومضةٍ خاطفة

 

روحُكَ أكبرُ من جسدكَ

لذلك تحشُرُها بالأوراق المقدسة

 

*

 

عيناكِ

مثلُ الأديانِ القديمةِ

تَسُدُ الثقوبَ التي بالروح

 

*

 

الإنسان يمشي بالروح

مثلما تسير عَرَبَتُكَ بالبطارية القلم

والتاريخُ يمضي بالأليجورية

أما البلاغةُ فلا تستقيمُ بالتوازي

لذلكَ أَنْفُضٌ أفعالَ اللغةِ

وأتأملُ الذواتِ

منزوعةِ الطاقةِ

 

*

 

مادةُ التاريخِ

تؤذيها حرارةُ الآلهةِ

الأجسادُ الترانسندنتاليةُ

كالدماملِ في الروحِ

تُفسِدُ طبقاتِ الصراعِ

وتُنْشيءُ التاريخَ

ذلكَ الكائنِ البورجوازي 

 

*

 

اِجمَعْ مِزَقَاً ثقافيةً

وبقايا طعامِ الأمسِ

واخبزْ آلهةً تركيبيةً

في تجاويفِ الماضي

 

البيتزا نموذجُ التاريخ

 

*

 

مضى عهدُ الآلهةِ الدخانيةِ

 

الآلهة المُعَلَبَة

آخر منتجات الأفكار

 

*

 

المادية الجدلية

إذا أدغمناها

اكتشفنا أنها

المجدلية

 

المادية الجدلية

تُنْتِجُ مسيحين

نغسل أقدامهم بالدموع

ويصلبوننا على أخشاب التاريخ

 

*

 

السرسوب الوطني

يغسلُ فاشيةَ الواقفين

أمام صنبور التاريخ

 الفائض بالملل

 

*

 

ضجر الإنسان الحمامي

يفوق حمية المرأة المطبخية

 

*

 

بشَرٌ أيديولوجيون

يَفرِزون نوراً

يحيطُ برؤوسهم

كأنهم كائنات ورقيةٌ مُفَضَضة

أمام المرآة

 

*

 

شيوعيات مُحَجَبات

الحركات الديمقراطية المصرية

هي الموطنُ الوحيدُ

لهاتيك المناضلات

 

صفية

الناصرية الإسلامية الماركسية

بِجِيدِها انفرطت

أحزمة عفة الأيديولوجيات

لا يَضِيرُها أن يكتسي ثدياها بالأكريليك

مادامت لا تشغلُ رفاً

في دولاب فضيات الرأسمالية

 

*

 

أنت شخص مهم ومستدير

لذلك يليق بك أن تبتسم

وأن أصورك

بينما تتحدث عن موضوعات مهمة

مثل الهوية العربية

 

*

 

أبطال الكارتون

يُصْلِحون من شأن العالم

 

*

مُنَاضِلو الجرافيتي

يُشَوِهون وجه الشرطي المبتسم

على أفيش السلام الاجتماعي

 

بشرٌ أقزام بُنِيون

بلون القهوة السادة

ينتظرون باص القدر.

أقدارٌ بنفسجية

تنتظر الحرامية

في أربعين زلعة

والست مرجانة

كفوفها ملآنة

بالخير.

عندما يرقد الباص في حضن المحطة

كيمامة حمراء جريحة

ينزل علي بابا حاملاً سيفه المعصور

ليبكي بين ذراعي مرجانة

بينما يكتسي ظلُ الأقزام

دقيقاً

ويخبزون بنكنوت الحظ

الذي لا يشتري شيئاً

إلا من "بنك السعادة".

 


*

 

بشرُ منحوسون

يعودون لمنازلهم آخر النهار

منهكين

فيجدون ديناصوراً في الحمام

قد وَسَخَ الجدارَ برَوثه

وماموثاً

خَلَفَ علامات بقدميه

على حائط الطرقة

أما التنين

فقد أحرق أطراف البساط

باللهب المندلع من أنفه

فضلاً عن القحبة

وقد بالت على ملاءات السرير

بينما تذرع سقف الغرفة يميناً ويساراً ...

ومع ذلك يتوضأون

ويصلون

وينامون

ليغادروا منازلهم أولَ النهار

بشراً مُلاحَقين

مُكْفَهِرين.

 

*

 

المكان هنا غير آمن

لأنَ السماءَ تمطرُ فيلةً زرقاء

(الأمرُ أهوَنُ في غرفتي

حيثُ يمطِرُ السقف فيلةً خضراء)

لكننا نغامرُ لو عبَرْنا الشارع

لأن الفيلةَ البرتقالية تمُرُ بسرعة مائة

ثم إن المطبات على رصيفنا

فِيَلةٌ فستقية مستلقية على جُنُوبِها

الأفضلُ

أن نظلَ في مكاننا

مختبئين تحت نبات "أذن الفيل"

نجففُ الأفيالَ على جبيننا

بمناديل ورقية

 

*

 

فِيَلةٌ زرقاء ميتافيزيقة

وبشَرُ تخليقيون

مخلوطون جميعاً بجبس الأخلاق

وأرواحٍ مُحَرَفةٍ

بشرٌ مطحونون كالدقيق

تَذْرُوهُم الريحُ إذا ما فَتَحْتَ عليهم النافذة

في الثامنةِ وخمس دقائق

ويصيرون خُبْزاً في نشرة أخبار التاسعة

إذا ما فَتَحَت السماءُ صنبورَها في التاسعةِ إلا الثلث

 

إذا ما أكَلْتَهم، تجشأتَ عماراتٍ على نيل الترجمان

وإذا ما أكَلْتَ الأرضَ

وجَدتَ الملحَ مضبوطاً

 

أما أنتَ، مثَقَفَ الطبقةِ المتوسطة

ميسورَ الحالِ

فتأكلُ العيشَ الفرنساوي

وتشتمُ حملةَ بونابرت الذي نَوَرَ قناديلَ بلادنا

بينما تبحثُ عن شقة على نيل شبرا

 

 *

 

تعليقات