القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الموضوعات [LastPost]

ربما لاح خط النهاية / مختارات من " قبل أن يروض الاعتياد أحبالي الصوتية" / حفصة الرفاعي

 

ربما لاح خط النهاية

مختارات من " قبل أن يروض الاعتياد أحبالي الصوتية"

حفصة الرفاعي

 


 

 كيف يرسم الحزن لوحة؟ 

 

لم يقتل الحزن أحداً قط.. 

ُ ولم يسابق النبل يوما إنه شيخ وقور فحسب تجذبه الطبيعة ككل العجائز، ّ فيشذب أعشاب الأمل الضارة، ويدفن بذورا أعمق للصبر، أو نفاذه؛ ّ ويروض الدهشة البرية من لجامها، ومن آن لآخر.. يمارس الرسم الباهت، والبصاق، والحكم السرمدية التي تلي المصائب دائما بخطوة! لم يقتل الحزن -الطيب- أحداً سوى طفل صغير أحمق؛ يهوي تسلق الأشجار، وتدهشه الألوان، و يحترف الصخب! وبينما كان يغفو متوسدا أحلامه؛ تسلل الحزن يوما إلى جانبه، وثبت كاتم الصوت بالمسدس.. لم يقتل الحزن أحداً.. لا فقط..كانت له باليتة قاتمة للغاية لرسم الطبيعة الساكنة 

 

 

لماذا يتسع النسيان

 

 لأن رائحة الأسفلت تتسلل إلى بتلات الياسمين؛ لأن جاذبية الأرض هناك دوما أثقل من كل الأجنحة؛ لأن “الآن” حوت مسالم حتى ينتبه لوحدته فيبتلعك كلما طال تمدد غيابك كموجة على سطح الوقت.. تنسى، ويتسع هذا كبئر؛ لأن احتراق ألمك ينتهي بالرماد -قبل ولادته مجددا!- لا أبيض حنينك، ولا أسود ظل يتركه ثقلك في الظهيرة، فقط الرمادي.. مهما أعدت طلاء ذاكرة مغبرة! 

 

 

 دليل إرشادي للأوغاد 

 

 هذا الشحاذ المسكين اعتدت بؤسه الصباحي يطاردني في كل مكان.. متشكلا في العديد من الأوجه والهيئات، منذ عامين فقط كنت لأتعجب ممن يردونه خائبا، وألعنهم في صمت..بقسوة هؤلاء الأوغاد، الذين صرت اليوم أكبرهم! كل تلك القطط الجائعة ترسل مواءها في رجاء بينما اتناول طعامي وأبادل لهفتها ببلادة! قدماي متعبتان -اكثر مما ينبغي- لتقديم مقعدي الثمين لذلك العجوز بالحافلة، هكذا أتجاهله واضعة سماعاتي لتصرخ الموسيقى ..ميتال.. غاضبة تماما كالعالم الذي يرغب دوما في الانفجار! فهناك الآن حتما مدينة أخرى تحترق -أم تراها تتعرض للإبادة؟- لا يهم، فالهيئات عديدة، ووجه القبح واحد؛ وهناك جبهات أخرى أكثر أهمية: هناك الاستيقاظ صباحا كل يوم.. كل يوم.. كل يوم.. هناك ملفات أخرى، وأعمال أخرى، ونبرات صوت غاضبة، وأناس يتحدثون بلوم، هناك نظرات خذلان عديدة -متى خذلت كل هؤلاء؟!- قلبي الذي ظننته منيعا ضد الجليد، يخيفني اليوم وأكثر! ولكن..لايهم.. علي الاستيقاظ غدا صباحا، كل يوم.. ك ل ي و م. اركضي حفصة، اركضي ربما لاح خط النهاية

 

 

تعليقات