القائمة الرئيسية

الصفحات

في مديح عبد الباسط حمودة / عبود الجابري

في مديح عبد الباسط حمودة

عبود الجابري


في مديح عبد الباسط حمودة - عبود الجابري - بيت النص

اختلفنا، أنتَ وأنا، على المرآة
على شُبهةِ وجوهٍ تتقافزُ
من فضّتِها
فلمْ يكن لديكَ عِلمٌ بخاتمةِ الزجاجِ
ولم يكنْ لديّ معرفةٌ
بعائلة الزئبق
الذي تحمله على ظهرها
كي تُشِعّ
كنتَ تَحملُ دلوَكَ عند البئر وتصرخ :
- أنا
وأحمِلُ خطايا البئرِ وأغنّي:
- أنا
انتظَرْنا عطشَ القريةِ
لنرتوي بظلال نسائِها
حاملاتٍ أواني السقاية
لِنخطفَ خفقةَ قلبٍ
عند كل منعطف
فماتتِ القُرى جميعُها
وماتَ معَها انتظارُ الماء
سَمِعنا همساً من بعيدٍ
فوضعْنا آذانَنا على الترابِ
نتبعُ خطواتِ الصوتِ
لعلّنا نبلغُ الحنجرةَ الجريحةَ
كانَ الترابُ مضلِّلاً
ترابٌ ناعمٌ
يشبهُ ارتعاشَ قصبةٍ
في حضنِ نسيمٍ متعَبٍ
ترابٌ مبتَلٌّ
وحائرٌ باسمِهِ
ينكِرهُ الطين كلَّ صباحٍ
وَلا تَحثوهُ النسوةُ
على رؤوسِهُنَّ في العزاءات
ترابٌ قاسٍ
لا يَحنو على نبتةٍ تائِهةٍ ولايحتفلُ بالشوكِ
حين تنثرُه في البوادي
وأنتَ كما أنتَ
ترنو الى صورتِكَ في الشظايا وتهتفُ ثانيةً:
- أنا لستُ أنا
منكَسراً أمامَ مرآةٍ غائبةٍ
ووجهٍ تَحملُه مُكرَهاً
كلَّ صباحٍ إلى حُنجرتِكْ .

قد يعجبك ايضا

تعليقات