القائمة الرئيسية

الصفحات

كمن يخوض في نهر إلى ركبتيه / نداء يونس

 كمن يخوض في نهر إلى ركبتيه

نداء يونس


كمن يخوض في نهر إلى ركبتيه - نداء يونس - بيت النص



وأذكر أني وحدي، اكتب الشعر كمن يخوض في نهر إلى ركبتيه،
كمن ينزلق إلى ما يجاور خط العنق، أو أبعد.
أشهق الماء أحيانا وأختنق.



مشيي حذر.
لا رغبةً في الوصول لكن النهر بيني وبين أحلامي،
قاع النهر لا أراه، قلب لا أراه، يسير إلى الأعلى،
قد يسير أحيانا أماما، كأنه الندم.


أعلم لا أحد هناك على الضفة الأخرى.
لا غمازة في الذقن ولا يديك.



رشوت أيامي كي تفعل ما يفعل الأموات.

كيف؟
الأجدى أن تسأل ماذا؛ وأجيب،
انتظار مدفوع الأجر،
كالفوائد واللعب بالأحلام والمصائر،
وحجز السراديب التي نحتاجها كي نهرب.



لي جذور الطحالب وحساسيتها الشديدة،
لي لونها حين تذبل.
أنت لا تعرف ما يفعل الحزن بالبشرات.
معلق صوتي على حافة،
جلدي على الحائط،
أحلامي مثل صاج الخزانة القديم.
ماذا؟
ربما تسأل كيف؟ وأخبرك:
رِ هذي الشقوق، رِ كيف أنفصل.


لا شئ يتبعني. أُبشِّر بدين لا يشتريه أحد،
أعود يتبعني هواي.


أدخل الذاكرة وأنت تعلم خوفي.
دقيقتان التقينا، مرة وإلى الأبد.


يا للزيف:
نشيدنا الوطني،
أعيادنا، تاريحنا،
أعوادنا التي تنمو في جرار، أعداؤنا.
كل شئ يهزمنا،
ما لنا، صوتنا البدوي، أمامنا، أيامنا
الحفلة التنكرية التي نحضرها بلباس الصلاة
وكل ما يحجب شمس الله عن أجسادنا
أجسادنا
حتى العظام التي تفقس في حاضرنا مثل جرس انذار،
حاضرنا يحاصرنا والأمام والخلف.


مثل النقش فوق الشواهد،
نقول الضروري لننجو.
النجاة التي كالبهاق نسترها بالصمت وأشياء أخرى.


ذا أنا وحدي، اكتب الانزلاقات.
ذا أنا أسال لمن أكتب الشعر؟
ذا أنا وحدي
ولا بد من خطوة كي أضيف إلى سيرتي
هزيمة أخرى.


قد يعجبك ايضا

تعليقات