القائمة الرئيسية

الصفحات


فن الشعر

تشيسواف ميووش

ترجمة هاتف الجنابي


فن الشعر - تشيسواف ميووش - بيت النص



كنتُ دائما أتطلع لشكلٍ أكثر رحابة
خِلْوًا من إفراط الشعر والنثر
لشكلٍ يسمح لنا بالتفاهم، بدون تعريض أحد
مُؤلّفًا كان أو قارئًا لذروة العذاب.

ثمة شيء في جوهر الشعر غيرُ لائق
شيءُ يصعد منّا بدون أن ندري أنه فينا
فتطرف أعينُنا كما لو أنّ نمرا منّا قد انطلق
توقّفَ في الضوء ثم راح يضرب الجنبين بذيله.


لهذا بصوابٍ يُقال: إن الشعرَ تُمْليه الروحُ الحارسة
ولو يُبالغُ بالاعتقاد أنها حتما ملاك.
من الصعبِ أنْ نُخمّنَ من أين يأتي غرورُ الشعراء
طالما أنّ الحياءَ يأخذُهم لحظةَ انكشاف هشاشتهم.

مَنْ مِن العقلاء يرغب في أن يكون بلادَ عفاريت،
تتحكم فيه كما لو أنها في بيتها وهي ترطن بلغات عديدة،
كأنه لم يكفِها سرقةُ فمِه ولسانه،
راحتْ تعمل من أجل راحتها على تغيير مصيره؟

لأن كلّ ما هو مرَضيٌّ مُقيّمٌ اليومَ،
ثمة مَنْ يتصوّرُ أنني أمزحُ لا غير
أو أنني ابْتكرتُ طريقةً أخرى
لإطراءِ الفنّ بمساعدة السخرية.

كان ثمة زمان لا تُقرأ فيه إلا الكتبُ الحصيفة
تلك التي تُعِينُنا على تَحمّل الألم والشقاء.
مع ذلك فهذا ليس تماما كتصفّح ألْفِ
عملٍ خارجٍ للتوّ من مستوصف الأمراض النفسية.

وبعدُ فالعالم مختلف عمّا يتراءى لنا
ونحنُ نختلف عمّا نرى أنفسَنا في هُرائنا.
لذلك فالناسُ يحتفظون باستقامة خرساء
مكتسبين بهذا احترامَ الجيران والأقارب.

الغرضُ من الشعر أن يُذكّرنا
كيف من الصعب عليك أن تبقى نفسَ الشخص
لأن بيتنا مفتوح، لا مفتاحَ في الباب،
والضيوف غير المرئيين يدخلون ويخرجون.

ما أقوله ها هنا، أنا موافقٌ، ليس شعرا
لأن القصائد تُكتبُ نادرا وبدون رغبة،
تحت وطأة الإكراهِ على أمل أن تكونَ
الأرواحُ الخيّرةُ لا الشريرةُ هي التي اصطفتنا لأدائها.

بيركلي 1968



قد يعجبك ايضا

تعليقات