هل أنتَ السيّد ويليام ستافورد؟
ويليام ستافورد
ترجمة عبود الجابري
خُيّل إليَّ أن ضوء الشمس يتبعُ حركةَ يدي
ملمسٌ دافئٌ كرسالةٍ صامتة
وفجأةً، شقَّ صوتٌ غريبٌ
- أشبهَ بصافرةِ الإنذارِ_
طريقَه عبرَ الأفُقِ
فاتَّسعتْ أجواءً المدينةِ بالصدى المؤرِّقِ
بعدَ لحظاتٍ، انبثقَ الضوءُ مرَّةً أخرى
من خلفِ صخرةٍ
واستأنفَ متابعةَ يدي كما لو أنَّهُ لم يَغِبْ
أمي، بصوتها المفعم بالحكمةِ، قالت:
"هذا أمر حسن
فلا يمكن أن يُخطئ قلب إنسان صالح حقًّا"
ثمَّ حلَّ الصمت بعد ذلك،
وعاد الصوتُ الغريبُ إلى الغياب
كما لو أنَّهُ لم يُكنْ
الشوارع ظلّت ثابتة
والمنازل تراصّت بألوانها البيضاء
والزرقاء والرمادية في انتظارٍ لا ينطق
الأشجار، رغم كلِّ شيء
واصلتْ محاولاتِها
للانحناءِ بأقصى ما تَستطيعُه
وكأنَّها تُحاكي الانصياعَ
لأمورٍ لا تُدرَك لكنَّها تشعرُ بها
الأشياءُ الغريبةُ
تحدثُ دون سابقِ إنذار
لكنَّها حتماً تأتي مليئةً بدلالاتٍ خفيَّةٍ
والآن أنا هنا
أكتبُ كما كانتِ الأمورُ حينها تماماً
أمّي تردِّدُ:
"لا حاجةَ لإثباتِ شيءٍ
كن مستعدًا لما يُقرِّرهُ الله فحسبْ"
استمعتُ إلى كلماتِها الواضحةِ
وقمتُ ببساطة بوضعِ يدي من جديدٍ
تحتَ دفءِ الشمس
لم يستغرق الأمر جهداً
وجرى ببساطةٍ
نعم، كان ذلك بالأمس
وأشرقَتْ شمسُ اليومِ من جديد
لماذا أشرقتْ؟
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق