مدُّوا سلمًا لأنزل
مختارات من شعر شوقي أبو شقرا
أولاد يحاربون الدهور
إلى القمر الأعزب نرسل بطيخة صفراء فيها فارة وصرصور وعنكبوت وكلب ينبح، ليتسلى.
سنرسل قمرة ليتزوج ويدافع عنه أولاده كلما هجمت عليه الدهور بالرماح والحجارة.
حجر الأفق
أغلقت الشمس دكانها وتثاءب البقدونس والنعناع والخروف. والختيارة حطبة قعدت مغلفة لم ترم حجراً إلى الأفق.
الحبقة الحافية
اشتاقت الحبقة فكتبت لي رسالة وتلفنت. ونزلت في أيلول من التنكة وطلعت حافية على الدرج في يديها سلة تين وسلة عنب وكومة حمامات وبيض وخبز مرقوق وعشرة حجال.
اشتاقت فباستني في فمي وكتفي وذقني. والعرق ينيع من نهديها وسرتها وعمودها الفقري وركبتيها. كلسونها الأزرق طار ووقفتْ زرقاء في المطبخ تغسله وفقاعات الصابون تفقع. ثم نشرت حالها كالضوء على البلكون.
ولما هطل المساء ونامت المدارس والملاهي امتلأت الطوابق من ريحتها. ريحة أكبر من شراع وجاسوس وأوسع من جزيرة دلب وموز وأرانب وحية سوداء.
إلى الختيار الأصفر
لو يبلعني البحر، لو يخرمشني سنجاب ويرميني من البلكون إلى الغول، إلى الختيار الأصفر الذي يقاصصني ويشرب دمي، ثم تطلع الشمس وتأتي النحلات والدبابير وتعذبني وتضربني بالعصا.
سأذهب إلى التراب، سأحشر قامتي في منفضة، في ورقة سيكارة، في رماد موقدة، في جزمة راعي بقر سكران.
وحبيبتي لما رضيت أن تكون لي، لما نزلت من الأفق، مدت يدها وأنقذتني من الوحل، من الدبابير، من العتمة، وفتحت لي حديقتها.
وانكسر الزعل وأغمض عينيه ومات، ورحت أحبّها إلى الأبد.
مدوا سلماً لأنزل
أنا في رأس القرميد، أنا ديك الحديد والصدأ عبدي.
دائما الرياح فأتزكزك واجنزر من الخوف والأوجاع.
سمعتم صراخي يا أصحاب القرميد. مدوا سلماً لأنزل وأسلم عليكم وادفئ مخالبي في جمراتكم ولهب شايكم.
قليلاً من الزمن وأحمل بارودتي وأرجع إلى الرياح.
إنها امرأتي مهما رشت لي السم في القهوة وأقراص المعمول.
الزيت على البئر
هرب الواوي من كتب الأولاد تاركاً صوفه على الأسلاك والحروف. والأولاد انتظروه عند الغلاف وكمشوه وسلقوه ونتفوه وانتشر الزيت على البئر.
الراعي
سأرفع بنطلوني النيلي، سأطيل حبالي، ثم أرقص وأقتل سبع نسمات،ثماني نسمات، وأقتل الدب.
سأتنفّضُ من الثمر، سأمتطي الخنزير المشوي.
أنا الراعي الصالحُ وقطيعي الضمة والفتحة والكسرة
المعلمة
-الماءُ فلاحٌ يشمّرُ عن كاحليه وينزلُ إلى كعبِ القنينةِ. مرةً ختيارٌ يتكئُ على الضفة مكسوراً، ومرة صبيّ، مثل البرق يفرحُ ويثرثرُ وتقوم ضجة في المدارس.
ثمّ يرن الجرسُ وتأتي القنينة تقعد كالمعلمة ويسكت الصبيان والبنات.
- كان المطر عريضاً مثل سومبريرو والنقطة نصف ليرةٍ من الفضة
إناء
-رائحتك أرنب وبلح. وترفعين ساقكِ فتمتلئُ الحفلة صحراء وبطاً ويتخانق الحاضرون على الأزرار.
-ضوي شمعة. ها جبيني حرير وحاجباي قنطرتان ورموشي ستائر لبيوت الياسمين ونوافذ الحبق. وأنفي يبعث الهواء لتصلي إلى الشاطئ.
-اسمك إناء على الطاولة. اسمك يفلت كالأسد الصغير ويسكر الحيّ فزعاً.
-القاموس قطة وحروفه تترجى يديك.
مخالبك
أيتها الكآبةُ حذاؤك أحمر، تسرعين مثل الفهد وتفوح مخالبك.
دجاج الأرض عبدك وبرجُ الدلو يرشُّ عليك اللؤلؤ والكولونيا.
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق