وأنا أحاول أن أتغلّٓبَ على كلِّ ذلك البياض
وفاء المصري
البحرُ المتجمِّدُ بداخلي
يحتاجُ إلى أضخمِ جرافةٍ في العالم
تركَ لي جُثّٓةَ الصمتِ ومضى
وأنا هُنا
أرتجفُ من البرد والوحدة
وما من أبٍ روحيٍّ لي ليمنحَني المشورة
علَيَّ إذن أن أستمرَّ في كتابةِ ما أحسُّ به الآن
وأحاولُ أن أصدِّقَ أن قصيدتي
، تلك التي تجعلُني أتثاءبُ من الملل،
هي أهمُّ شيءٍ في هذا العالمِ الآن
وأن أتشبّٓثَ بهذا الوهم
أطوَلَ وقتٍ ممكن
الليل يلَملِمُ خيْمَتَه بالخارج
لنوْبَة شمسٍ بليدة
والورقةُ التي أمامي بيضاء لم تزل
وأنا أحاول
أن أتغلّٓبَ على كلِّ ذلك البياضِ المهول
وعلى شعوري المُضْجِر
بأن اللغاتِ كلها محضُ تكرارٍ سخيف
كتجاربٍ عاطفية
تنتهي كلها بالوحدة
وبأن الشِّعر نفْسَه
لم يعد مقْنعا أمام بساطةِ الموت
الموتِ البسيطِ بِبَداهة
والعبَثِيِّ جدا إلى درجةٍ تبعثُ على الإنفجارِ في الضحك
داخلَ سرادقاتِ العزاء نفسِها
فاضحكوا !
وقولوا للولد
الذي يقفُ هناك بجبينٍ مقطب
ذلك الذي يلتزمُ الحكمةَ على طولِ الخط
في كلِّ ما يقول
كما لو كنَّا في جنازةٍ أبدية
ويقاطِعُني من دونِ أيِّ سببٍ وجيهٍ على الإطلاق
والذي سأموتُ شِعرًا منه :
ابتسِمْ لوفاء !
قد يعجبك ايضا
تعليقات
إرسال تعليق