القائمة الرئيسية

الصفحات

في يوم خال وموحش / فروغ فرخزاد

 في يوم خال وموحش

فروغ فرخزاد

ترجمة : هاجر أبو شعيشع


في يوم خال وموحش - فروغ فرخزاد - بيت النص


لاحقًا..

سَيَصلُ موتي ذاتَ يومٍ..
في ربيعٍ بهيٍّ وصافٍ
يَنْبلجُ من أمواجِ ضياءٍ ساطِعٍ،
في شتاءٍ مُغبَّرٍ
وفي مدًى خالٍ من النُّواحِ والحَنِين.
سَيَصلُ موتي ذاتَ يومٍ..
في هذه الأيام، المريرة/ الحُلوة
في يومٍ خالٍ ومُوحشٍ مثل الأيام الأُخرى
في يومٍ هو ظلّ الأيامِ السَالِفة.
إنَّ رُؤْيَتي ضبابيّةٌ كمجازٍ مُضلّ
خدَّاي ككُراتٍ رُخامٍ باردٍ قارسٍ
وفجأةً؛ سيدهَمني النومُ الطَّويلُ
سأصيرُ خاليةً من صخبِ الألمِ ونُواحِ الأنين.
أجرُّ كفّي بجُمودٍ نحوَ دَفتَري
خاوية من فِتنةِ الشِعرِ،
وأتذكّر أنّ دماءَ الشِعرِ كانتْ تَفُورُ، وتَلْتهبُ في يديَّ.
الأرضُ تُناديني، تَدْعوني إلى نفسِها
تصُلني في كلِّ مرّةٍ بأنّ ثمةَ من سيأتي إلى قَبري..
آهٍ.. رُبَما هو حبيبي،
سيأتي في مُنتصفِ الليلِ، يُتوِّجُ -بالزُهورِ- حُزنَ هذا الضَّريح
ثُمَّ فجأةً:
تميلُ السَّتائر المُظلمة، لِعَيْنٍ وَحْشيَّةٍ تَزحفُ على أوراقي، ودَفاتِري.
يَمشي في غُرفتي -الصَّغيرةِ- كغريبٍ، بَعدي
بجانِبي، مع ذِكراي..
يذْكُرني..
وتمكُثُ على المِرآةِ طُقوسي؛
-شَعري، وأثر يدي، وكتفي، والمِشْط-
أتْرُكُ حياتي، وأبقَى مع رُّوحِي..
لمْ يبقَ سوى أطلالٍ وخراب،
ورُّوحِي -الآنَ- تتَّضوَّعُ كنسيمٍ
وتلوحُ -في الوَسعِ- كشِراعِ قاربٍ يطيرُ في الآفاق
الأيامُ/ الأسابيعُ/ الأشْهُر
يسقُطون واحدًا تلو الآخر
بلا صبرٍ، ولا رويَّة!
عيناكَ تُحدّقان..
تنتظران الخِطاب الأخير..
تُعاينُ الطَّريقَ، في انتظارِي لأطعَم طُرُقك الأخرى
ولكنّ الأرضَّ تَعصِرُ جسدي البارِد من كُلِّ اتجاهٍ
بدونِك، بعيدةً عن نبضِ قلبِك؛
يبْلى قلبي، هُناكَ، تحتَ التُّراب..
لاحقًا..
سيكونُ اسمي الطّاهر مُغسَّلًا -بِرّقةٍ- بالمطرِ والرِّياحِ
من على وجهِ الصّخرِ
ويظلّ وجهي غَيْبًا على شاهِدِ قبري
خالٍ من إفْكِ خُرافةِ الاسْمِ والإِثْم.
..

تعليقات